Homeتراث

صحن الحمص: تراث لبناني مسروق

صحن الحمص: تراث لبناني مسروق

صحن الحمص، أحد أشهر أطباق المازة العربية التي لا تكتمل السفرة من دونه. انتقل من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين إلى العالمية. تاريخ الحمص في كتب الطب

مستشفى الأحذية … دواء لكل حذاء 
أسماء الأكلات الشعبية … وراء كل اسم حكاية
تصليح السّاعات: بين الإرث الأصيل ومستقبل مجهول

صحن الحمص، أحد أشهر أطباق المازة العربية التي لا تكتمل السفرة من دونه. انتقل من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين إلى العالمية.

تاريخ الحمص في كتب الطبخ

اختلفت النقاشات حول الأصل الأساسي لصحن المتبل، فمنهم من يعتقد أنه في الأصل عربي، لبناني أو سوري، ومنهم من ينسبه إلى الأتراك، أما الموضة الجديدة فهي نسبة هذا الطبق إلى “التراث الإسرائيلي”.

ونظرا لكثرة الخلافات حول أصول هذا الطبق وعدم توفر معلومات دقيقة عن الجذور الأساسية، كانت كتب الطبخ هي المصدر لمعرفة أصل صحن الحمص.

 فبحسب عالم التاريخ شارل الحايك في لقاء ضمن برنامج صباح العربية، ظهرت وصفة متبل الحمص للمرة الأولى في القرن الثالث عشر في حلب في كتاب “الوصلة إلى الحبيب” ضمن وصفة “طيبات والطيب” تحت اسم “الحمص كسا”. تلك الوصفة تشبه كل ما نملكه في صحن الحمص حاليا ولكن مع استخدام الخل والفستق الحلبي، والبقدونس للتزيين، وبذلك يختلف المذاق عن صحن الحمص الذي نعرفه حاليا.

كما نجد الوصفة ذاتها في القاهرة في القرن الرابع عشر في كتاب “وصف الأطعمة المعتادة” وكتاب “كنز الفوائد في تنويع المواد”. كل هذه الكتب ذكرت وصفة متبل الحمص بإسم “حمص كسا” كما في حلب مع الإختلاف في استخدام الخل والمكسرات من الجوز او اللوز او الفستق الحلبي وحبات الزيتون. أما الوصفة الحالية للحمص والمعتمدة في كل من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فأقدم ذكر لها جاء في كتاب طبخ يعود لبيروت عام ١٨٨٥ في كتاب “تذكرة الخواتين وأستاذ الطباخين” ل”خليل سركيس”، وفي هذا الكتاب جاءت الوصفة تحت مسمى “الحمص المتبل بالزيت”، وهي الوصفة التي نعدّها في العصر الحالي.

حرب الحمص 2008

حرب الحمص 2008
حرب الحمص 2008(BBC News)

بدأت هذه الحرب حين اشتكى أحد الصناعيين اللبنانيين من التسويق لبعض الأطباق اللبنانية على أنها أطباق تعود للمطبخ الإسرائيلي. أعرب حينها رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبّود عن عزمهم تسجيل بعض الأطباق رسميًا لدى الاتحاد الأوروبي كـ”أطباق لبنانية”، وفي طليعتها طبق الحمص الشهير. وفي عام 2009 بعد تعيينه وزيرا للسياحة قرر قطع الشك باليقين، وأطلق حملة لإعداد أكبر صحن حمص في العالم يدخل به لبنان موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

في الجولة الأولى فاز الفريق الإسرائيلي بإعداد صحن بوزن 4 أطنان، ولكنّ الفريق اللبناني رد بقوة معدًّا صحن حمص يتجاوز وزنه ضعف ما أعدّ فريق العدو. تكمن الرمزية في الصحن الذي أعده لبنان بوزنه الذي بلغ 10452 كيلوغرام، وهو الرقم الذي يرمز لمساحة لبنان.

وبالفعل عام 2010 دخل صحن الحمص بطحينة اللبناني موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وكان قد أشرف على إعداد الطبق الشيف رمزي الشويري وخمسون من كبار الطهاة اللبنانيين بالتنسيق مع جامعة الكفاءات اللبنانية للدراسات الفندقية، وشارك في الإعداد ثلاثمئة طالب.

ما علاقة العدو الإسرائيلي بصحن الحمص؟

بدأت القصة عام 1948 مع هجرة الصهاينة من أوروبا والدخول إلى الأراضي الفلسطينية، حيث كانت الحقول والمنازل لا تزال على حالها وكأنها أيام عادية، ولكن ما لبث أن تغير الوضع. ففي بداية الخمسينيات، ومع وصول معظم المستوطنين إلى الأراضي الفلسطينية تغيرت ثقافة الطهي جذريا واتسعت رقعة الإستيلاء الإسرائيلي على كل ما هو فلسطيني، وصولا إلى المطبخ الفلسطيني بمكوناته المتعددة من الحمص والفلافل والزعتر وغير ذلك.

وبحسب مؤلفة كتب الطهي البريطانية “كلوديا رودن”، فإنّ العديد من اليهود الأوروبيين الذين هاجروا إلى فلسطين أرادوا نسيان جميع طعامهم القديم لأنه كان يذكّرهم بالإضطهاد. وبعد النكبة، كان طبق الحمص هو أول طبق إستولى عليه الإسرائيليون حين وجدوه في البيوت التي هُجّر منها أصحابها، فجعلوا منه طبقا وطنيا إسرائيليا، وبات له يوم مخصّص للإحتفال به.

أجانب يتذوقون الحمص على أنه طبق ياهودي

كان لصحن الحمص دور كبير في إسرائيل لصناعة هوية وطنية على حساب العرب الفلسطينيين خصوصا، وهذا لا يزال قائما إلى يومنا الحالي. فعلى سبيل المثال، يقوم أحد المطاعم الإسرائيلية الشهيرة في لوس أنجلس “بافل” بتقديم عدة أطباق وعلى رأسها “حمص المَسابحَة” والذي هو صحن الحمص العربي. لكن الأمر لم يتوقف عند صحن الحمص، فبعض المطاعم الإسرائيلية في أوروبا تروج أن “الفلافل” نشأت منذ زمن بعيد في دولة الإحتلال وهي تعتبر وجبة وطنية خفيفة.

لقرائة المزيد للكاتبة يرجى الضغك هنا

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0