Homeوجوه

حسن كامل الصباح: إديسون الشرق(1894-1935)

حسن كامل الصباح: إديسون الشرق(1894-1935)

هو ابن مدينة النبطية في الجنوب اللبناني، الذي قدّم للبشرية عشرات الاختراعات، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، حتى

فريال كريم: عاشت للمسرح وماتت عليه! (1938 – 1988)
جورجينا رزق: ملكة جمال الكون عام 1971
الشيخ أحمد عارف الزين: صاحب العرفان

هو ابن مدينة النبطية في الجنوب اللبناني، الذي قدّم للبشرية عشرات الاختراعات، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، حتى أطلقت عليه الصحف الأمريكية لقب “خليفة إديسون” أو “إديسون الشرق”، وكان العربيّ الوحيد الذي منحه معهد المهندسين الكهربائيين الأمريكيين لقب “فتى العلم الكهربائي”.  

41 عاما من التميّز

ولد حسن كامل الصباح في 16 آب عام ١٨٩٥ في مدينة النبطية جنوب لبنان. درس الفيزياء في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم التحق بالجيش العثماني عام ١٩١٦. بعدها سافر الى دمشق وعمل كمدرّس للرياضيات، ثم عاد إلى لبنان وصار مدرّسا في الجامعة الأميركية في بيروت.

نشأ الصباح في بيت علمٍ ومعرفة حيث ظهرت عليه علامات الذكاء في السابعة من عمره حين كان بالإبتدائية، ثمّ التحق بمدرسة السلطانية حيث ظهر إبداعه في الرياضيات والطبيعيات. توجّه حينها نحو تعلّم اللغة الفرنسية للاطلاع على العلوم التي لم يكن يجدها في الكتب العربية آنذاك.

في الجامعة, إلتحق بالجامعة الأميركية في بيروت وأتقن اللغة الانجليزية، واستطاع حل المسائل الرياضية والفيزيائية المعقّدة بسهولة وهو في سنته الجامعية الأولى، حينها وصفه الدكتور فؤاد صروف -أحد معلميه- بأنه شيطان من شياطين الرياضيات.

عبقريّة لا تضاهى

تمثال حسن كامل الصباح في النبطية
تمثال حسن كامل الصباح في النبطية

عام 1927 توجّه حسن كامل الصباح إلى أمريكا، والتحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لفترة قصيرة، لينتقل بعدها إلى جامعة إلينوي حيث لمع نجم عبقريّته. فكّر الصبّاح في بدء حياته العملية، فالتحق بشركة الكهرباء العامة في ولاية نيويورك (جنرال الكتريك)، وهناك أظهر عبقريّة وتفوّقا على المئات من المهندسين العاملين في الشركة، ولم تمضِ سنة واحدة على عمله حتى بدأت سلسلة اختراعاته التي نالت إعجاب رؤسائه، فخصّصوا له مختبراً ومكتبًا، وعيّنوا عددًا من المهندسين ليعملوا تحت إدارته.

وضع الصبّاح نظريات وأصولا جديدة لهندسة الكهرباء، فشهد له العلماء بالعبقرية ومن بينهم العالم الفرنسي الشهير موريس لوبلان، وأرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحّة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى. وفى عام 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباء الأمريكي لقب “فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية”، وهو لقب علمي لا يُعطى إلا ل من اخترع وابتكر في الكهرباء، ولم ينل هذا اللقب إلا عشرة مهندسين في الشركة.

بداية رحلة الإختراعات

بدأت رحلة اختراعات حسن كامل الصباح عام 1927 مع اختراعه جهاز ضبط الضغط الذي يعيّن مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها. وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشعّ رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يوفّر إمكانية سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.

كذلك اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون. وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو عبارة عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد تعرّضها لأشعة الشمس، وإذا وُضع عدد منها يغطّي مساحة ميل مربع في الصحراء، فالقوة الكهربائية التي يمكن استصدارها من الشمس عندئذ تكون 200 مليون كيلو وات.

قد عرض الصباح اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق ليتبناه ولكنه مات، ثم عرضه على الملك عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع الخالي، ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة. وكان الصباح قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرّك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.

نهاية سنوات العبقريّة

ضريح حسن كامل الصباخ
ضريح حسن كامل الصباح

توفي حسن كامل الصباح في حادث مؤسف حين كان عائدًا إلى منزله صباح الأحد في ٣١ آذار عام ١٩٣٥، حيث سقطت سيارته في منخفض عميق، وما لبث ان فارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى، وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح، ما يرجّح وجود شبهة جنائية أو عمليّة اغتيال مقصودة، خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وقد ذكر ذلك في خطاباته لوالديه.  

حُمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى لبنان، وشُيّع في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه في مدينة النبطية، ورثاه يومها رئيس شركة جنرال إلكتريك قائلا: “إنّه أعظم المفكّرين الرياضيّين في البلاد الأمريكية، وإنّ وفاته تعدُّ خسارة لعالم الاختراع”.

لقرائة المزيد للكاتبة يرجى الضغط هنا

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0