Homeثقافة وفنون

فيلم نارفيك: هزيمة هتلر الأولى (1940)

فيلم نارفيك: هزيمة هتلر الأولى (1940)

فيلم نارفيك: هزيمة هتلر الأولى (1940)

دموع صاحبة الجلالة: المسلسل الدرامي المصري الذي أصبح تهمة وضيعة
مصطفى فروخ: الهوية اللبنانية بريشة فنية 1901 – 1951
بيتر جاكسون: الحرب العالمية الأولى بالألوان (1914)

يتطرّق فيلم نارفيك إلى الدور الذي لعبته البلدة الواقعة على بحر النرويج في هزيمة هتلر الاولى عام 1940 على الرغم من صغر حجمها. حينها شعرت بريطانيا بضرورة قطع إمداد الحديد عن خصمها الألماني بهدف حسم الحرب، مما دفع هتلر إلى إرسال قواته لتتحوّل نارفيك إلى طرف حقيقي في ميدان الحرب بعد أن كان قرار مملكة النرويج الحياد. وصلت نيران وشظايا الحرب في أوروبا إلى البلدة الصغيرة حيث انتفض أهلها لمقاومة الاحتلال الألماني بقيادة أدولف هتلر. إلا أن هذا النصر لم يستمر كثيراً لأن أدولف حوّل نارفيك إلى كومة تراب.

قصة فيلم نارفيك: هل الخيانة بطولة؟

صورة غونار وإنغريد من فيلم نارفيك (من الانترنت)
صورة غونار وإنغريد من فيلم نارفيك (من الانترنت)

تدور أحداث فيلم نارفيك حول الغزو الألماني للنرويج في 9 نيسان عام 1940، بعد أن يعود جندي يُدعى غونار إلى بيته في إجازة قصيرة لعدة ساعات من أجل زيارة عائلته. وحين عودته إلى معسكره يجد قائده على وشك الاستسلام للألمان. إلا أن غونار يرفض الاستسلام ويخرج من البلدة ليقاوم من الخارج. وبعد خروجه، تضطر زوجته أنغريد للعمل لصالح الألمان، وفي الوقت نفسه تساعد الإنجليز بشكل سري للهروب من أعدائهم. وعندما يُصاب إبنها أولي بشظية، تلجأ إلى الضباط الألمان بحثاً عن طبيب ينقذه. ولكن الألمان يشترطون عليها الاعتراف بالمكان الذي أخفت فيه الدبلوماسيين الإنجليز مقابل علاج طفلها، ليتم القبض عليهم. وبعد الانتصار على هتلر، فُوجئ غونار بعد عودته إلى البلدة بما فعلته زوجته ويقرر الانضمام إلى أهل نارفيك في اتهامها بالخيانة.

نارفيك تخرق الحياد

الجندي غونار من فيلم نارفيك (من موقع IMDB)
الجندي غونار من فيلم نارفيك (من موقع IMDB)

يروي الفيلم النرويجي بصورة أساسية سبب انتهاك حياد النرويج ووصول القوات الألمانية إلى نارفيك بعد تلغيم القوات الإنجليزية المياه الإقليمية. حيث بدأ بعدة لقطات تسجيلية لهتلر مع مساعديه من قادة الحرب وأمامهم الخرائط، يرافقها تعليق صوتي يسرد قصة خام الحديد الذي يتم نقله من السويد إلى نارفيك في النرويج ثم إلى ألمانيا. يُظهر الفيلم أيضًا التداعيات السياسية للمعركة، وكيف أثرت على قرار ونستون تشرشل بعد أن يتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا، وصولاً إلى التأثير على خطط أدولف هتلر، وإلهام خطاب شارل ديغول الشهير في 18 حزيران عام 1940، الذي دعا إلى المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي. العمل ليس مجرد مشاهد درامية لحرب، بل دراما إنسانية تستكشف مواضيع مثل الحب والخيانة والولاء والتضحية والبقاء.

نتفليكس تُعيد عبر نارفيك نكهة الحروب الأوروبية

بوستر فيلم نارفيك (من موقع نتفليكس)
بوستر فيلم نارفيك (من موقع نتفليكس)

أنتجت “نتفليكس” العديد من الأفلام القتالية التي تتمحور حول الحرب العالمية الثانية. إلا أنه يظهر الفارق بين إنتاجات السينما الأميركية والأوروبية خاصة في أفلام الأكشن والأفلام الحربية. فالأفلام الحربية الأوروبية تعطي المشاهد فرصة التمعن والتأمل في المشهد على عكس الإنتاج الأميركي الذي يقيد المشاهد عبر سرد سريع للقصة. ويمكن ملاحظة هذا الفرق في مشاهد القتال التي تحمل الكثير من المصداقية لأنها أقرب إلى الفعل الإنساني بعيداً عن سلوك البطل الأميركي الخارق (سوبرمان) في الأفلام الأميركية.في فيلم نارفيك، نلحظ مشهد هروب الطفل “أولي” من والدته إلى الجسر الذي وضع والده الديناميت أسفله لتفجيره، ولقطات واسعة للأم تبحث فيها عن طفلها ولقطات مقرّبة للأب معلقاً فيها أسفل الجسر يحاول تلغيمه. يختلط في ذهن المشاهد مشاعر مليئة بالإثارة والخوف والشفقة.

حب الوطن في نارفيك

صورة للجنود من فيلم نارفيك (من الانترنت)
صورة للجنود من فيلم نارفيك (من الانترنت)

عمد صنّاع فيلم نارفيك إلى تبسيط فكرة الصمود تحت الاحتلال بدرجة كبيرة. فنكتشف ذلك عند مشاهدة كل من يحاول إنقاذ نفسه وعائلته وأولاده ستنتابه مشاعر حب الوطن؛ إلا أن هذه المشاعر أظهرها العمل بسطحية تظهر كل من من يقرر الصمود سيخسر من يحبّ. نجح المخرج سكجولدبيرغ في بث مشاعر مختلطة تجمع بين الحنين للمفقودين ومرارة الحرب. وأعطانا درساً يمكن تعلّمه من الحرب العالمية الثانية، على الرغم من الدروس الاستراتيجية والجيوسياسية التي نتعلمها إلا أن أهم الأحداث المؤثرة والتي تطبّع في أذهاننا هي مسألة الحياة أو الموت ومن هم ضحايا هذه الحروب في نهاية المطاف. بعيداً عن طبيعة الأعمال الأخيرة التي تقدمها “نتفليكس”، برهنت مؤخراً أنها حققت نجاحاً باهراَ في تقديم الأفلام القتالية التي تتمحور حول الحروب العالمية.

إقرأ المزيد للكاتب

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0