Homeوجوه

الشيخ أحمد عارف الزين: صاحب العرفان

الشيخ أحمد عارف الزين: صاحب العرفان

لعل لقب "صاحب العرفان" أفضل ما يمكن أن نعرف به الشيخ أحمد عارف الزين. هو ابن بلدة شحور اللبنانية، الذي ولد وترعرع فيها، ثم انتقل إلى مدينة صيدا ليتلق

الشيف إنطوان: من وجوه الزمن الجميل
فريال كريم: عاشت للمسرح وماتت عليه! (1938 – 1988)
سيدة قصر الطرب دلال الشمالي

لعل لقب “صاحب العرفان” أفضل ما يمكن أن نعرف به الشيخ أحمد عارف الزين. هو ابن بلدة شحور اللبنانية، الذي ولد وترعرع فيها، ثم انتقل إلى مدينة صيدا ليتلقى علومه الأولى وبعدها إلى مدينة النبطية ليكتب أول حروف رسالته التي أحيت ذكره حتى يومنا هذا.

حياة أحمد عارف الزين العلمية

تلقى الزين معارفه الأولى في كتاتيب قريته فختم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين. ثم انتقل مع عائلته ليعيش في مدينة صيدا ليدرس في مدرسة الرشيدية الرسمية، ثم التحق بمدرسة النبطية الابتدائية، ثم انتقل إلى المدرسة الحميدية الدينية.

وقد عمل منذ فترة مبكرة من حياته على إعداد نفسه إعداداً خاصّاً يؤهله لتحمل أعباء المسؤلية التي آان يتطلع لنيل شرف حملها، فما ان عاد السيد عبد الحسين شرف الدين من العراق سنة 1904م، حتى أخذ يتعلم على يديه اصول الفقه. ثم انتقل  إلى صيدا، إذ  أكمل دراسته فيها على يدي استاذية محي الدين عسيران  ومنير عسيران.

وكما كان واضحا أخذت علوم اللغات والعلوم الدينية منحى أهم من حياته مع تقدم تحصيله العلمي حيث أتقن 5 لغات هي التركية، الفارسية، الإنجليزية والفرنسية إلى جانب اللغة العربية.

أبرز محطات حياته

عمل الزين مراسلاً لعدة صحف منشورة في العاصمة اللبنانية بيروت بما في ذلك ثمرات الفنون وجريدة الاتحاد العثماني وحديقة الأخبار التي كان وكيلا ومراسلا لها.

وقد عرفت صيدا الصحافة في وقت مبكر نسبي عندما أسس الزين فيها مجلة العرفان 1909، ثم مطبعة العرفان. تلك المجلة التي استطاع من خلالها نقل تاريخ مدينة صيدا وتاريخ الشيعة في لبنان وظهر على غلافها التعريف الآتي: “العرفان، مجلة علمية، أدبيَّة، أخلاقية، اجتماعية، تصدر كل شهر عربي، لمنشئها أحمد عارف الزين في صيدا” وكانت العرفان أول مجلة شهرية في صيدا وجبل عامل.

الشيخ أحمد عارف الزين

صورة تجمع الشيخ أحمد عارف الزين، صدر الدين شرف الدين، نزار ابن الشيخ احمد رضا، محمد مهدي الجواهري في منزل الشيخ أحمد رضا في مدينة النبطية عام 1951 (الصورة من أرشيف علي مزرعاني)

مارس الشيخ أحمد عارف الزين العمل السياسي في سن مبكرة من حياته، وعندما تهيأت الظروف، إذ وقفت هذه الحركة المناسبة لظهور الحركة العربية في لبنان، وكان أحمد عارف الزين في طليعتها . في وجه السلطات العثمانية، التي حاولت التضيق على الحريات العامة.

وقف أحمد عارف الزين في وجه إجراءات القمع والتضيق التي مارستها جمعية الاتحاد والترقي تجاه أحرار العرب، فانتقد بشدة التضييق على الصحافة، مطالباً بتعديل قانون المطبوعات العثماني الأمر الذي أدى إلى إقدام السلطات العثمانية في بيروت على توقيف الزين والحكم عليه بالسجن مدّة شهر ونصف الشهر مع غرامة مالية قدرها عشر ليرات جزاءً نقديا،ً وإيقاف نشاطه الصحفي. بإيقاف جريدته جبل عامل وهي جريدة اسبوعية أدبية سياسية اجتماعية أصدرها سنة 1912 ومجلة العرفان.

وفي زمن الانتداب اشترك الزين في المؤتمر الذي عقد في بيروت وخُصص لدراسة مصير الساحل اللبناني والاقضية الاربعة، التي أُلحقت بلبنان سنة 1920، كما اشترك في المؤتمر العربي الذي عقد في بيروت عام السورية 1936، للتعليق على المفاوضات اللبنانية الفرنسية، كما ترأس الزين لجنة الدفاع عن فلسطين التي تأسست بعد الاضطرابات، التي وقعت في فلسطين بعد ثورة عام 1936.

واكمالا لنهجه في الدفاع عن فلسطين شارك في المؤتمر العربي، الذي عقد في بلودان عام 1937 وانتخب عضواً في لجنة الدعاية والنشر المنبثقة عن المؤتمر، الذي طالب بألغاء الانتداب البريطاني على فلسطين.

ولقد أثار ما تقدم من مواقف سياسية مبدئية ثابتة للشيخ احمد عارف الزين سلطات الانتداب الفرنسي التي عملت على اعتقاله ونفيه اكثر من مرة.

إصداراته

ضمت مجلدات العرفان معظم أبحاث الشيخ أحمد عارف الزين ونتاجه الفكري والأدبي، وقد توزعت تلك الأبحاث 47 بحثا فمقالاته ودراساته وأشعاره ومشاهداته وتعليقاته فيها أكثر من 304 مقالةً. ونوزعت الانتاجات على 26 مجلّداً، التي أصدرها الشيخ في المدّة بين عامي (1909-1936)، فضلاً عما كتبه في جريدته جبل عامل.

  • تاريخ صيدا: وهو كتاب مرتب على أربعة أقسام يبدأ قسمه الأول بذكر تأريخ صيدا القديم قبل ولادة السيد المسيح والقسم الثاني يتناول تأريخها الوسيط إلى زمن النبي محمد والقسم الثالث يتحدث عن تأريخها الحديث إلى سنة 1844، والقسم الرابع يمتد إلى زمن تأليف الكتاب سنة 1913، وبلغ عدد صفحات تاريخ صيدا 176 صفحة، وطبع بمطبعة العرفان في صيدا سنة 1913.
  • قائمة العرفان: وهو فهرست بأسماء الكتب المطبوعة في مطبعة العرفان أو الموجودة في المكتبة لمدير المطبعة ومالك المكتبة أحمد عارف الزين، أرسله لمشتركي مجلة العرفان وصدر سنة 1914.
  • مختصر تأريخ الشيعة: صدر هذا الكتاب سنة 1914، وعدد صفحاته 48 صفحة طبع بمطبعة العرفان، وتألف من خمس مقالات، نشرها الزين في المجلد الخامس من العرفان الصادر بين عامي
  • قصّة الحب الشريف: وهي كما جاء على غلافها روايه أدبيه غراميّة أخلاقية، نشرها أول مرّة في مجلة العرفان، ثم أعاد نشرها مستقلة في ثمان صفحات سنة 1923، وقدمها هدية لمشتركي المجلّة.
  • حقائق ودقائق: وهو مختارات العرفان من المجلدات العشرة الأولى، طبع بمطبعة العرفان، وصدر الجزء الأول منه في صيدا سنة 1931، وبلغ عدد صفحاته 204 صفحة.

وفاته

توفي، وهو يؤدِّي صلاة الصبح في محراب الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد، ودُفن هناك، في 12 تشرين الأول سنة 1960 م.

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0