Homeوجوهإعلام

شفيق حسن …تحول من نجم كوميدي إلى بائع بسطة دخان في الأوزاعي

كان الشبه بين الفنان اللبناني شفيق حسن  والكوميدي الفرنسي  Luis de funes  كبيراً جداً حتى صنفوه بأنه النسخة اللبنانية عنه. استطاع شفيق حسن أن يفر

الشيخ أحمد عارف الزين: صاحب العرفان
في الـ 3 والنصف بدأت مسيرتها الفنية.. ريمي بندلي صوت في الذاكرة!
فيلمون وهبي…سبع الأغنية وصانع الألحان الخالدة

كان الشبه بين الفنان اللبناني شفيق حسن  والكوميدي الفرنسي  Luis de funes  كبيراً جداً حتى صنفوه بأنه النسخة

اللبنانية عنه. استطاع شفيق حسن أن يفرض نفسه على الساحة الفنية ويغدو رقما صعباً  في عالم الكوميديا وحتى في دبلجة أعمال الكرتون.  

بدأ حياته  بالإذاعة اللبنانية  حيث قدم العديد من الأعمال والتمثيليات الإذاعية، وشكل مع الفنانة القديرة سعاد كريم المعروفة بظروف ثنائي كوميدي وأساسا فرقة سوياً. كانت دائما تأخذ دور زوجته وشكلا معا فرقة الأوبرا اللبناني للتمثيل.

صورة لشفيق حسن مع أحمد خليفة أبو عبد البيروتي وسعاد كريم المعروفة بظروف
مع سعاد كريم وأحمد خليفة ( من ارشيف جريدة النهار)

اكتشفه المخرج محمد سلمان للمشاركة في عمله الذي جمع المطربة نجاح سلام بالفنان فهد بلان عام 1963 في فيلم “يا سلام عالحب“. هناك تعرف إلى الأيقونة حسن خضر علاء الدين (المعروف بشوشو) وعمه والد زوجته الفنان محمد شامل.

أخذ شوشو شفيق حسن معه إلى المسرح

انتقل شفيق حسن مع شوشو إلى المسرح الشعبي وصار عضواً في فرقته وقدما سويا أطرف الأعمال للخشبة والشاشة. بعد غياب شوشو حاول محمد شامل احتواء أعضاء الفرقة، واستضافه في عمله الدنيا هيك بشخصية الدروندي وهو الأسم الذي لازم حتى رحيله.

وقدم أعمالاً بعيدة عن الكوميديا،  هي أعمال الدراما قدم جزءً منها باللغة الفصحى، إضافة إلى مساهمته في دوبلاج الأعمال الكرتونية والكل يذكره في شخصية البطل سانشيرو الكرتونية للاطفال.

برع في تقديم الشخصية الملعبة، المحتالة التي تسعى دائما للنصب والاحتيال والمقالب، ولكن في الوقت عينه يحبها الحمهور وينتظرها. مع النجميّن هند أبي اللمع وابراهيم مرعشلي شارك في مسلسل المعلمة والاستاذ بدور “شفيق” الطالب الأمي الذي يحاول أن يتعلم رغم تقدمه بالسن في مدرسة محو الأمية التي تشرف عليها الناظرة ظريفة ( الممثلة ليلى كرم). هذا المسلسل صار من أجمل الاعمال الكوميدية التي يشاهدها الجمهور على الدوام متى عرضت على الشاشة.

عاكسته ظروف الحياة والحرب اللبنانية

يقال أن شفيق حسن جمع المال وكان أول من ركب سيارة فولز فاغن في لبنان، إلا أن الحرب الأهلية وظروف أخرى مكلت به وسلبته ما يملك، فاح يصارع أزمات الحياة.

لمواجهة الواقع الأليم، وضع بسطة دخان على الطريق العام في محلة الأوزاعي جنوبي العاصمة بيروت، راح يبيع المارة ويكسب رزق من عرق جبينه، كان نشيطاً، هذا يعني أنه كان بامكانه تقديم الاعمال التلفزيونية، إلا أن الغموض كان يقترف ما وصل إليه من حالة وكل ما يعرف الناس أن كان يعمل بكرامة حتى لو باع الدخان كي يعيش.

يروي الكثير مما عاصروا تلك الحقبة بأن الناس كان تتقصد المرور أمامه وأحياناً كانوا يشترون علب السجائر حتى لو كانوا من غير المدخنين وذلك فقط للتقرب منه والتحدث إليه. رغم الظروف السيئة، كان الدروندي يقابل الناس بالابتسامة ويحدثهم. يذكر أحد الأشخاص الدروندي وهو يلبس قميصأً داخلياً أبيض اللون ويقف عند بسطة مصنوعة من الخشب ويقول:” طلب مني والدي أن أعطيه مالاً واشتري علبة سجائر من ماركة ( آل أم ) رغم أن والدي ما كان من المدخنين. “

توفي الدروندي في  25 كانون الثاني 1990 دون أي تقدير من الدولة اللبنانية

لا في حياته ولا في مماته. حتى الإعلام اللبناني ظلمه أيضاً فهم نادراً ما يذكره في حلقاته ولم يخصص له يوماً جلسة تكريم مع زملائه الفنانين الذين ما زالوا على قيد الحياة. 

ورغم ذلك لم يغب عن ذاكرة محبيه ومتابعيه ودليلا  دامغاً عن تقصير الدولة اللبنانية تجاه مبديعها.

اقرأ المزيد

COMMENTS

WORDPRESS: 2
DISQUS: 0