Homeأماكن

سوق الإثنين.. منذ عهد المماليك في النبطية

سوق الإثنين.. منذ عهد المماليك في النبطية

تجتاح الأسواق الشعبية المدن اللبنانية وتختلف في أسمائها وطابعها وشكلها بين مدينة وأخرى، من سوق الأحد في بيروت و المعروف بـ "أبو رخوصة"، إلى سوق الخمي

صناعة القش: تراث قديم وحرفة مهددة بالإندثار
الأعراس قديماً…ضفادع الذهب في شعر العروس
رأس العبد أو الطربوش: حلوى تحمل ذكريات الطفولة والتراث اللبناني

تجتاح الأسواق الشعبية المدن اللبنانية وتختلف في أسمائها وطابعها وشكلها بين مدينة وأخرى، من سوق الأحد في بيروت و المعروف بـ “أبو رخوصة”، إلى سوق الخميس في بنت جبيل وصولا إلى سوق الإثنين في النبطية.

 تاريخ السوق 

سوق النبطية الذي بات يعرف بسوق الاثنين الشعبي، يحتضن اليوم “بسطات” الثياب و الغذاء من خضار وفواكه وحبوب، حيث اعتاد اهل المنطقة على انتظار هذا اليوم منذ افتتاح السوق لتأمين كافة احتياجاتهم بسبب رخص البضائع و جودتها، فعبق أرض الجنوب يتغلل في الخضار و الفواكه الطازجة والحبوب المزروعة بكل حب في ترابه. 

سوق الإثنين
سوق الإثنين قديماً
credit https://al-akhbar.com/Archive_Local_News/211829

يعود العمر التاريخي لسوق الإثنين إلى العهد المملوكيّ في الفترة الممتدة ما بين عامي 1250 و1517 ميلاديّا، ويتم ربطه ببنشأة العديد من الأسواق في ذلك العهد، ومنها سوق «الخان» في حاصبيا وأسواق فلسطين. ولكن على الرغم من كثرة الروايات حول التاريخ الحقيقي للسوق ظهرت صورة قديمة للسوق تعود إلى تاريخ سنة 1910م، أي إلى أكثر من مئة وعشر سنوات التقطها سائح يهوديّ كان يعبر من لبنان إلى فلسطين قبل احتلالها مروراً بالنبطية، ويظهر في مطلع الصورة جنديّان من العسكر العثماني يقومان بحراسة السوق، فيما تنتشر البضائع والمعروضات على مساحة الساحة.

أقدم صورة لسوق النبطية عام ١٩١٠
credit from https://www.facebook.com/Nabatieh.tv/posts/751924602426963/?locale=hi_IN&paipv=0&eav=AfYZcbJrsq5UAqyfy-FKaqKWIPiVr0X1lIdF9gauP5k–o4a-1PdkBR16woSQYwlQ4s&_rdr

رواد سوق الإثنين

في الماضي كان رواد السوق الأساسيون هم المزارعون والفلاحون والحرفيون ومربّو الماشية، فالسوق كان يلبي احتياجاتهم من بذور مؤصّلة قد لا يجدها المزارع إلا في هذا السوق. أما مربّو الماشية فكانوا يسعون إلى تبديل ماشيتهم أو زيادة عددها بدلا من الذهاب الى المزارع الكبرى و التي تعتبر أسعارها أغلى من أسعار السوق بأشواط، أما أبناء المناطق المجاورة فكانوا يبحثون عن خضار وفاكهة وحبوب وغلال للمؤونة تتميّز في إنتاجها هذه القرية عن تلك. بالإضافة إلى هذا كانت تنتشر في السوق نفسه عدة أسواق مثل: سوق الماشية وسوق الغلّة وسوق اللحم أو سوق الجزارين، وسوق الحدّادين وسوق النحّاسين وسوق الأحذية وغيرها من الأسواق.

وهذا ما كان يميز سوق الإثنين عن غيره من الأسواق إذ انه يجمع مختلف الحرف والمهن في سوق واحد، حيث كانت مقوّمات سوق الاثنين في النبطيّة محلّية خالصة، وغذائية الطابع.

الأغذية في السوق 

كل زاوية في ساحة السوق كان يجتاحها عددٌ كبيرٌ من البسطات الغذائية والتي كانت تختلف من قرية لأخرى، فكان أبناء المناطق المجاورة يحملون محاصيلهم ومونتهم ويفرشون الشوارع بها من الزعتر والمربى وصولاً إلى البرغل والسمسم والزيتون. 

سوق الاثنين
المونة في سوق الاثنين
credit from https://www.asianewslb.com/?page=article&id=141743

السوق في عيون أهله 

كان سوق الاثنين يجمع كل شيء من مفردات حياة أبناء القرى، من أقمشة وجلود وحصر، وحبوب وماشية وطيور، وتوابل وخضار وفواكه، وخردوات وآلات حرث وسلال وفخاريّات وغيرها. وكان يتميز بجمالية مميزة تختلف عن بقية أسواق الجنوب، حيث تربع على عرش الأسواق متفوقا على أسواق مدن صور وصيدا ومرجعيون وبنت جبيل وغيرها من المدن الجنوبيّة الرئيسة. فضلاً عن جمعه القرى المجاورة  مثل كفررمان وحبوش وزبدين وشوكين وكفرتبنيت.

أما اليوم ومع التطورات الحاصلة تراجع السوق وخفت نجمه بعدما حاصرته المتاجر العادية واصبحت بسطاته بسيطة الشكل والبضاعة، واحتلت المواد المستوردة والصناعية مكان المواد الوطنية والطبيعية، كما اختفت الأسواق القديمة من الوجود.

ورغم كل ذلك لا يزال سوق الإثنين محافظا على اسمه الذي لطالما عرف به: سوق الفقراء.

لقراءة المزيد للكاتب

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0