Homeثقافة وفنون

مراجعة وثائقي الستينات “الاشتراكية طريق النصر”: عن جمال عبد الناصر وأحلامه

مراجعة وثائقي الستينات “الاشتراكية طريق النصر”: عن جمال عبد الناصر وأحلامه

"أحلام نكسات، ابتدأت بأحلام واسعة، وانتهت بنكسات محزنة" هكذا تستهل قناة الجزيرة الوثائقية الحلقة الأولى من فيلم "الستينات-الاشتراكية طريق النصر" الصا

1943 العلم اللبناني بين الماضي والحاضر
رأس العبد أو الطربوش: حلوى تحمل ذكريات الطفولة والتراث اللبناني
أفلام الزمن الجميل: من الأبيض والأسود إلى الألوان

“أحلام نكسات، ابتدأت بأحلام واسعة، وانتهت بنكسات محزنة” هكذا تستهل قناة الجزيرة الوثائقية الحلقة الأولى من فيلم “الستينات-الاشتراكية طريق النصر” الصادر سنة 2022 والذي يهدف لتوثيق أهم الأحداث والمنعطفات السياسية في ستينات القرن الماضي، مظهرًا التفاعل الاجتماعي معها، ناقدًا إياها ومركزًا على نحو خاص على شخصية الرئيس المصري جمال عبد الناصر كقائد قومي عربي وأحد أهم المحركات السياسية والجماهيرية لتلك الحقبة. يمكن إدراج الوثائقي تحت النوع الرصدي التاريخي السياسي والاجتماعي، ففي 52 دقيقة يعتمد الفيلم في بناء السرد على سلسلة من المقابلات مع عدد من الباحثين والإعلاميين العرب الذين عاينوا تلك الفترة في الدول العربية منها مصر، لبنان، سوريا، فلسطين، تونس، الجزائر، السودان، الكويت، المغرب، العراق. يتضمن الوثائقي مجموعة متنوعة من المواد المرئية والصوتية، مثل الصور الفوتوغرافية، ومقاطع الفيديو، الأغاني، والخطابات السياسية، مما ساهم في منح المشاهد تجربة انغماسية لفترة عربية رومنسية. فما هي أهم المحطات التي تناولها الفيلم؟ وكيف قدم شخصية “الزعيم الخالد”؟

استقلال الجزائر-صورة عن الانترنت

أبرز الأحداث السياسية التي تناولها الوثائقي في الستينات

يبدأ الوثائقي بلمحة سريعة على أواخر الخمسينات بعد الحرب العالمية الثانية، حيث انقسم العالم إلى معسكرين رئيسيين، الشيوعي والرأسمالي، وكان العالم العربي جزءًا من هذا التقسيم. فقد كانت بعض الدول تحت الهيمنة الأميركية، في حين كانت أخرى حليفة للاتحاد السوفياتي. في هذا السياق، ظهرت حركة “عدم الانحياز” سنة 1955، وهي حركة سياسية تعكس موقف الحياد وعدم التحالف مع أحد القطبين. كانت هذه الحركة تدار عن طريق ثلاثة زعماء رئيسيين هم الرئيس المصري جمال عبد الناصر واليوغوسلافي تيتو والهندي جواهر لال نهرو. يمر الفيلم على الأحداث المفصلية في الستينات من خلال سردية الضيوف، فيأتي على ذكر الوحدة، ثم الانفصال بين مصر وسوريا سنة 1961 وآثاره، انقلاب حزب البعث سنة 1963، الحرب الأهلية اليمنية سنة 1962، استقلال الجزائر وتأسيس منظمة التحرير .الفلسطينية عام 1964، حرب السادس من حزيران/ يونيو في 1967، وخطاب التنحي في السنة نفسها

عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف- صورة عن الانترنت

كيف قدم الفيلم صورة “الزعيم الخالد” جمال عبد الناصر؟

على المستوى العاطفي كانت القومية العربية والفكر الناصري في الستينات عنوان المشهد، الشعارات التي تنادي بالوحدة في أوجها، فلسطين هي القضية المركزية، وكان الأمل بتحريرها جارفًا. أما على المستوى السياسي، فقد كانت فترة صعود العسكريتاليا إلى الحكم. بشكل أن الوطن العربي عاش سلسلة من الانقلابات العسكرية، قادها بشكل أو بآخر “شكل العلاقة ما بين سوريا ومصر” كما يستخلص من الفيلم. وفي هذا السياق، قدمت شخصية عبد الناصر دون الإفراط في المدح أو الذم، مع ميل واضح لانتقاد أدائه السياسي. فهو على الصعيد الوجداني الشعبي “الرجل الأول” و”المنقذ” و”زعيم العروبة” الذي تعيد خطاباته في أي مواطن عربي شعورًا حلوًا ومرًا في آن، لكن في نفس الوقت “كان حاكمًا بالكاريزما” و”مدركًا لما ستؤول إليه الأمور في الحرب مع الكيان المحتل”. فضلًا عن دعمه لعدد من الحروب الأهلية في المنطقة كحرب اليمن والعراق كما يشير الفيلم. فبعد بعد إعلان ميثاق الجمهورية المتحدة برئاسة عبد الناصر، نجح عبد الكريم قاسم بالوصول إلى رئاسة العراق بعد ثورة 14 تموز/ يوليو. وقد كان قاسم رجلًا “قويًا لم يسهل على عبد الناصر السيطرة عليه” بحسب الوثائقي، لذلك احتدم صراع بين معكسرين، وأججه تضارب الأفكار القومية التي يمثلها عبد الناصر والأفكار الماركسية لقاسم. خلاف كان نتيجته حرباً دموية بين قاسم وعبد السلام عارف أدت إلى إعدام الأول. وهكذا عاش العراق سلسلة من الانقلابات العسكرية أوصلت صدام حسين لسدة الرئاسة. يعود الفيلم لذكر آثار الانفصال بين مصر وسوريا على اليمن، بحيث دعم عبد الناصر الثورة ليضعها موضع “رد الصاع صاعين” لسوريا،

عناوين الصحف المصرية أثناء حرب حزيران 1964-صورة عن الانترنت

الشعارات سببًا في النكسة العربية

كثرت الأغاني والشعارات الرومنسية المناهضة لإسرائيل، وقد وضعها أحد الضيوف كسبب رئيسي لحصول النكسة عام 1967، إذ إن تردد شعار “سنرمي إسرائيل في البحر” وأغاني “عبد الناصر يا حبيب بكرا حندخل تل أبيب” خلقت في نفس المواطن العربي شعورًا بفائض قوة. كان هذا الشعور سببًا بخيبة أمل كبيرة، لا سيما بعد أن احتلت “إسرائيل” سيناء والجولان والضفة. في هذا السياق، جاء اختيار المواد البصرية والسمعية التي عرضت في الفيلم بعد النكسة عاملًا .مساعدًا لخلق جو عاطفي، فضلًا عن تحول جزء من حديث الضيوف إلى ذكرياتهم الشخصية بعد الهزيمة

نجح الفيلم في تقديم أبرز المحطات السياسية لتلك الفترة، وإن كان لجهة سردية معينة. كما نجح في توظيف المواد السمعية والبصرية لخلق سرد قصصي مواز للنص، وإن كان هنالك نوع من عدم التناسق بين جودة التصوير من حيث تكوين الإطار وجودة الصوت في بعض مقابلات الضيوف. من حيث السردية، كان من الملفت تناول الوثائقي المناخ العربي، وتركيزه على الصراعات بعيدًا عن الضغوطات والتدخلات الأجنبية في الحروب التي تناولها كالتدخل البريطاني والسوفياتي في الصراع بين عارف وقاسم، وكأن تلك الفترة كانت نتاجًا عربيًا خالصًا بعيدًا عن السياسة الغربية. فضلا عن إهمال الدور السعودي والأردني في حرب اليمن. بالإضافة إلى إغفاله محطات مهمة لدول الخليج كاستقلال الكويت عن السعودية سنة 1961، واكتشاف النفط في الأخيرة وما وضع ذلك من آثار على دورها في المنطقة

لقراءة المزيد للكاتبة اضغط هنا

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0