Homeعام

فلافل الأرناؤوط: أكثر من ١٠٠ عام في مدينة النبطية

فلافل الأرناؤوط: أكثر من ١٠٠ عام في مدينة النبطية

بين فلسطين والنبطية حطت فلافل الأرناؤوط رحالها. حكاية أقراص بدأت منذ قرابة المئة عام، حيث أصبح المحل جزءًا لا يتجزأ من تراث النبطية، فلا يمكن أن تمرّ

رأس العبد أو الطربوش: حلوى تحمل ذكريات الطفولة والتراث اللبناني
الأعراس قديماً…ضفادع الذهب في شعر العروس
صناعة راحة الحلقوم في صيدا (1890): جزء من تراث المدينة

بين فلسطين والنبطية حطت فلافل الأرناؤوط رحالها. حكاية أقراص بدأت منذ قرابة المئة عام، حيث أصبح المحل جزءًا لا يتجزأ من تراث النبطية، فلا يمكن أن تمرّ في شوارعها دون أن تستنشق رائحتها.

حكاية فلافل الأرناؤوط

بدأت رحلة الفلافل مع الجد الأعلى للعائلة الذي ذهب إلى فلسطين وتعلّم أصول صناعة تلك الأكلة، وتابع الأبناء والأحفاد مسيرة جده، حيث توزعوا على أكثر من محل في النبطية.

سافر حمد الأرناؤوط “أبو علي” في أيام شبابه إلى فلسطين بحثًا عن مصدر رزق، فتعلم تحضير أكلة الفلافل كـ “مصلحة” يتقنها ويحملها معه إلى مدينته. عاد “أبو علي” إلى النبطية مع خلطة سحرية أبهرت أهل المنطقة حيث افتتح في البداية كشكًا صغيرًا في عام ١٩٣٤ وبقي فيه 15 عامًا، ليعود ويفتتح محلاً آخر في السوق التجاري للمدينة وبقي يعمل داخله حوالي الـ 50 عامًا. 

أصحاب فلافل الأرناؤوط
أرشيف من صور أصحاب الأرناؤوط

في شهر تموز من العام ٢٠٠٦ وإبّان العدوان الإسرائيلي على لبنان تعرّض المحل للدمار شأنه شأن العديد من المحلات في السوق، ما دفع أبو علي لاستئجار محل آخر.

محل الأرناووط في النبطية
محل فلافل الأرناؤوط في سوق النبطية

لا يزال المحل اليوم علـى حاله كما تركه الجد الأكبر، فكل من عمل فيه من الأبناء والأحفاد يقفون نفس وقفة “أبو علي” على المقلى في نفس المكان، وكل الخطوات التي كان يتبعها في هندسة سندويش الفلافل أورثها لأبنائه و أحفاده.  

نكهة خاصة “يعني الأصلي”

لا يزال فلافل الأرناؤوط محافظاً على خلطته السحرية التي أسرت قلوب النباطيين  والجنوبين . فديكور الأصلي تتنوع ما بين صواني الخضار التي تملأ الواجهة، ومراطبين الكبيس والحر وصولاً إلى أباريق الطراطور وغيرها من الأمور التي يتميز به ويبرز من خلالها اسمه.

داخل محل الأرناؤوط
مراطبين الكبيس والحر في المحل

أما جدران المحل فتملؤه صور فناني الزمن الجميل من عبد الحليم حافظ إلى أم كلثوم وغيرهما، فعبر هذه الجدارية ينقل الارناؤوط تراث القدامى ويحافظ عليها، بالإضافة إلى صور شخصيات زارت المحل من نواب وسياسيين وغيرهم. ولا يمكن أن ننسى صورة المؤسس الراحل وبعض قصاصات الصحف التي كتبت عن المحل.

 يعتبر أهل النبطية أنه لا توجد فلافل ألذ وأشهى من فلافل الأرناؤوط، فلا يمكن أن تختتم رحلة التسوق في السوق يوم الاثنين خاصة إلا بساندويش الفلافل المميز، خصوصا وأن طبق الفلافل يعتبر  لبنانيا أصيلا، وهو يتكون من خليط من الفول والحمص والبهارات، وتحمل أقراصها النكهة الفلسطينية. وما تتميز به الفلافل بحسب الأرناؤوط “فقشتها وقرشتها” بالإضافة الى لونها الذهبي.   

أكلة الفقراء

لا تزال الفلافل “أكلة الفقراء” ولوحة من لوحات تراث سوق النبطية، حيث أن رائحة الفلافل في السوق تعود بذاكرة اللبناني إلى الزمن الجميل، إلى بساطة الناس وطيبة قلوبهم. كانت و لا تزال الفلافل ملاذ كل جائع، و بالرغم من الأزمات الاقتصادية التي تعصف بلبنان تبقى الفلافل لقمة الفقير فسعر السندويش لا يتخطى الدولارين على عكس مختلف أنواع سندويشات اللحوم والدجاج التي ارتفعت أسعارها. ولا تزال الفلافل حتى اليوم تحافظ على جودتها ولذتها، والأهم أن رائحتها تحمل عبق الماضي الجميل.    

لقراءة المزيد للكاتب

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0