هذه القصة ليست قصة فيلم أو مسلسل بل هي قصة حقيقية لأول قاتل متسلسل في تاريخ لبنان والمعروف ب "سفاح الجميزة"، وهو فيكتور عواد التي هزّت جرائمه بيروت
هذه القصة ليست قصة فيلم أو مسلسل بل هي قصة حقيقية لأول قاتل متسلسل في تاريخ لبنان والمعروف ب “سفاح الجميزة”، وهو فيكتور عواد التي هزّت جرائمه بيروت في أربعينيات القرن الماضي.
من هو فيكتور عواد؟
ولد فيكتور عام 1922 في بلدة فتري – جبيل. وبعد وفاة والده خلال الحرب العالمية الأولى، تولى عمه تربيته ليرسله لاحقا الى ميتم العازرية في بيروت، وذلك بسبب سلوكه الغريب وضربه أبناء عمه، كما انه صفع زوجة عمه. ولكن بعد فترة قصيرة، طرد فيكتور من ميتم العازرية بعد أن سرق صندوق النذورات الخاص بالكنيسة. وبعدها عاد الى بيت عمه ودرس في أحد معاهد بيروت حتى نال الشهادة المتوسطة. ليتطوع لاحقا في “جيش الشرق” التابع للقوات الفرنسية، وشكل عصابة مع مجموعة من رفاقه في الجيش إذ كانوا يقومون بالسطو المسلح على رواد الحانات، وسرقة المؤن والأسلحة من ثكنات “جيش الشرق”. بعد كشفهم، حكم على فيكتور بالسجن لمدة عشرة سنوات. ولكن بعد فترة وجيزة شمله عفو عام وخرج من السجن.
من سارق الى قاتل محترف
بعد خروجه من السجن، عاد معتذرا الى بيت عمه وطلب منه المساعدة. فعمل مع عمه في محل لبيع الفحم. ولكن حبّه للسرقة لم يفارقه فسرق عمه وتم طرده. حينها قرر عواد فتح متجره الخاص لبيع الفحم، فاقترض مبلغ من المال من ابن عمه جوزيف عواد.
وذات يوم في إحدى حانات الجميزة تعرف على بائعة هوى اسمها انطوانيت نجار ووقع في حبها. ولكن بسبب وظيفتها شعر بأنها تخونه. فقرر اصطحابها الى منزل استأجره ودفع لها مبلغ طائل، وبعد ممارستهما الجنس خنقها، ذبحها وقطع رأسها ووضعه في غرفة المؤن. كما سرق صيغتها ورمى ما تبقى من جثتها في مكان بعيد. وبعد أشهر عدة، تم العثور على جثتها وذلك بسبب الرائحة الكريهة التي ملأت منطقة الجميزة. وأيضا، بعد شهرين تم العثور على جثة ماري شلهوب والتي قتلت بالطريقة نفسها. ولكن الشرطة فشلت في العثور على هوية القاتل السفاح.
استمر فيكتور عواد في القتل وهذه المرة كان الضحية ابن عمه جوزيف عواد. إذ قام بدعوته الى مطعم سمك وبعد الغذاء قتله ودفنه قرب الشاطئ. قتل ابن عمه! وذلك بسبب مطالبة جوزيف باسترداد أمواله من فيكتور. طوّر فيكتور عواد أساليبه في القتل، لتكون ضحيته الثالثة ايميلي عينطوري. خطفها، خنقها، قتلها ودفن جثتها داخل حائط في مبنى مهجور في منطقة الجميزة.
كان عواد محبوبا من سكان منطقة الجميزة وعرف بحبه للقديس انطونيوس. وكان يكره اللون الاحمر ويخاف من الدماء. فذات يوم، طلبت منه جارته أن يساعدها في ذبح دجاجة، فرفض صارخا: “ما الي قلب”. !
حكم الاعدام!
أدت جريمة قتل ابن عمه الى كشف هوية القاتل عواد، إذ استطاع الدرك من خلال السلاح الذي استخدم في الجريمة اكتشاف هوية القاتل فيكتور عواد. دخل السجن للمرة الثانية واعترف بارتكابه 7 جرائم قتل. فقتل 6 نساء وقطع أجسادهن كما قتل ابن عمه جوزيف. فحكم عليه بالاعدام.
في 31 كانون الثاني عام 1949، نفذ حكم الاعدام في فيكتور شنقا في باحة القصر العدلي في بيروت على مسمع ومرأى المئات من الناس. وعندما سئل عن آخر طلب له، صرخ قائلا: “بدي بشارة الخوري يموت وارتاح منو”. وأيضا قبل شنقه طلب بأن يودع محاميه موسى برنس، فعانقه بحرارة وسط شتائم أهالي الضحايا والحاضرين.
اقرأ المزيد: اضغط هنا
COMMENTS