عندما نستمع الى ذكريات أهلنا أو قصص أجدادنا، ننسى الحاضر ونشعر بالرّغبة الى الرجوع نحو تلك الفترة، للاستمتاع بلحظات نرسمها في اذهاننا. فمسافة ال 1
عندما نستمع الى ذكريات أهلنا أو قصص أجدادنا، ننسى الحاضر ونشعر بالرّغبة الى الرجوع نحو تلك الفترة، للاستمتاع بلحظات نرسمها في اذهاننا.
فمسافة ال 10452 كلم، كانت تلقب ب “سويسرا الشرق الأوسط”، صورة التي لا تشبه واقع اليوم، ومن الصعب مقارنة الزمنين.
فبعد الحرب الأهلية، كان لبنان من أهم المراكز السياحية في المنطقة العربيّة، حيث الكثير من المستشرقين والعلماء الأوروبيين زاروا الفنادق التراثية في البلد لاهتمامهم بالثقافة والعادات اللبنانية الشرقية. فالسياحة كانت جزء لا يتجزأ من تاريخ لبنان. في هذا المقال، سنستعرض أكثر الفنادق التي انشهرت تاريخيا والتي ما زالت بعضها تعمل حتى اليوم.
فنادق بيروت، فندق انتركونتيننتال فينيسيا:
يقع فندق فينيسيا بيروت التاريخي في حي مينة الحصن في بيروت، في شارع فخر الدين بالقرب من كورنيش بيروت. وعلى بعد بضعة كيلومترات من مطار بيروت رفيق الحريري الدولي.
تم بناء الفندق في العام 1953 من رجل أعمال لبناني بالتعاون مع مهندسين أميركيين. أظهر التصميم تأثيرات شامية في أسقفها العالية، وأعمدتها الفخمة. ظهر فندق فينسيا في العديد من الأفلام الروائية ومن مختلف دول العالم عبر التاريخ. نحو فيلم ميكي روني لعام 1965 Twenty-Four Hours to Kill. وفيلم ” Je veux voir” عام 2008، حيث يبدأ المشهد الأوّل في الطابق الأخير من فينيسيا.
فندق بالميرا، بعلبك:
شُيّد فندق بالميرا على يد المهندس اليوناني ميمكاليس باركلي عام 1872 في بعلبك، مقابل القلعة الرومانية. وشكل الفندق مَعلماً أثرياً في مدينة الشمس، فمرت عليه شخصيات سياسية وفنية عدّة. ومن بين تلك الشخصيات وديع الصافي، نصري شمس الدين، صباح، والأخوان الرحباني. ومن الشخصيات التاريخية التي زارته الجنرال غورو في عام 1920. ولا يمكن الا بالذكرة فيروز التي كانت تنزل في هذا الصرح السياحي، في كل مرة أحيت فيها مهرجانات بعلبك. ويقال أن غرفتها المفضلة كانت تحمل رقم 26. واليوم تعرف الغرفة التي نزلت فيها باسمها «غرفة فيروز».
شهد فندق بالميرا أهم محطات الفن والفرح على مدى مساحته المحاطة بالحدائق، وهو، مع الوقت، تحوَّل إلى متحف صغير ومن الفنانين التشكيليين، الذين تركوا لوحاتهم فيه، عمر الأنسي، وأمين الباشا.
فندق دير الأمراء، دير القمر:
شيّد فندق ومطعم «دير الأمراء» في عام 1827 من قبل الأمير بشير الشهابي ليكون مقرا له. ثم بات مكتبا ومسكنا لمستشاره الرئيسي بطرس كرامة قبل أن يتم نفيهما سنة ١٨٤٠. ليتحول بعدها إلى مدرسة داخلية لفترة قصيرة.
ثم مركزا اجتماعيا، من بعدها مدرسة رسمية، وليصبح أخيرا اوتيلا ومطعما يستقبل اللبنانيين والسواح من كلّ أنحاء العالم.
أعيد ترميم الفندق منذ مدة زمنية غير طويلة، ولكن حافظ دير الأمراء على هندسته التراثية ليشبه مختلق المباني في دير القمر..
فندق صوفر الكبير، صوفر:
بني عام 1885 وشكل مزيجاً من حضارات متعددة في مجال البناء.
كان فندق صوفر الكبير، نقطة التقاء للمشاهير والسياسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما كان أوّل كازينو في لبنان خلال فترة الحكم العثماني. ولعب هذا الفندق دورا تاريخيا كبيرا، حيث كان مقراً للعثمانيين ثم للفرنسيين. كما أن أول اجتماع قمة للدول العربية أقيم فيه، حيث شكل نواة لمجلس جامعة الدول العربية بعد ذلك…
ويشار الى ان عام 2018 وللمرّة الاولى منذ الحرب الأهلية، فتح الفندق أبوابه أمام الزائرين لفترة وجيزة، لعرض لوحات فنية للرسام يونغ توزعت بعد ترميم الفندق جزئيا، وذلك لاستعادة ذكريات المكان.
فنادق في البقاع، فندق القادري الكبير، زحلة
عام 1913 تم افتتاح فندق القادري الكبير في قلب عروسة البقاع زحلة، وهو يعدّ من الفنادق التاريخية الباقية في لبنان. وتشير بعض الوثائق إلى أنّ جمال باشا السفاح، إبان الحرب العالمية الأولى، احتلّه وحوّله إلى مقرّ له ومستشفى لجيشه. ومع نهاية الحرب، أصبح الفندق مركزاً لإقامة الضباط الفرنسيين الكبار. وأدّى الفندق دوراً تاريخياً بارزاً، فلقد كان شاهداً على أبرز تحوّل في تاريخ لبنان. فمنه أعلن الجنرال غورو عام 1920 ضمّ الأقضية الأربعة، القرار الذي مهّد لإعلان “دولة لبنان الكبير”. وقد استقبل الفندق أهمّ الشخصيات السياسية كالجنرال شارل ديغول وإمبراطور المانيا غليوم الثاني، الذي أقام فيه عند زيارته مدينة بعلبك. يتميّز الفندق اليوم ببنائه التراثي، الذي يجمع بين الطراز المعماري الشرقي التقليدي مع لمسة عصرية رائعة.
COMMENTS