نافست وديع الصافي… أكثر من 100 قرية ومدينة لبنانية في أغنية

كرس الفنان وديع الصافي في أغنية “جايين يا أرز الجبل” نوعاً جديداً من الأغاني التي تذكر بالقرى والبلدات اللبنانية. ولكن لهذه الأغنية قصة ومنافسة.

خلال جلسة جمعت الشاعر أسعد سابا بصديقه الشاعر عبد المنعم فقيه عام 1961، أطلع سابا  صديقه الجنوبي على كلام أغنيته الجديدة “جايين يا  أهل الجبل“،  اقترح فقيه أن يتم تبديل الشطر الثاني من مذهب الأغنية لتغدو :” جايين يا أهل الجبل جايين ..اشتقنا لجبل صافي أو جبل عامل وجبل صنين” ولكن لسابا كان له تبريره الخاص، إذ أن مغني الأغنية الفنان وديع الصافي هو أبن نيحا وقد ورد جبل نيحا في الأغنية على هذا الأساس ما يعذر أي تعديل.

أحب أبن الجنوب اللبناني أن يدخل منافسة مع ابن حي الجميزة البيروتي  أسعد سابا، فنظم عبد المنعم فقيه قصيدة ” اشتقنا لجباع وجزين” وأعطاها لابن اخته الملحن وعازف الناي الشهير آنذاك محمود عجروش ليلحنها وتغنيها الفنان سامية كنعان.

وثق عبد المنعم فقيه قرى جبل صافي وتنقل في لبنان في حصيلة بلغت 115 قرية ومنطقة لبنانية وتجول فيها بين سهول لبنان وجباله وشماله وجنوبه، وكانت الأغنية بمثابة اكتمال للصورة التي رسمها الشاعر أسعد سابا في قصيدة “جايين يا أهل الجبل”.

أستهلت الأغنية مطلعها بقرى جنوبية كجباع الحلاوي وجزين وحيطورة . ونظم الشاعر جولة سياحية بين الاقصاء. وختمها بدعوة لنبذ العنف والعودة إلى العيش المشترك والمواطنة. “انشالله لبنان بيرتاح ولا بيبقى صوت ولا رصاص وبترجع ايام ملاح لا بواريد ولا قناص، تعمر أرضو بالأفراح ويطلع من حكم الأشخاص ويرجع موال الفلاح والمورج والجارورة.

اللافت في القصيدة أنها استعملت مصطلحات من البيئة القروية كالمورج والجارورة وهي أدوات فلاحية كانت مستعملة في ذلك الوقت.

وديع الصافي جايين

ولكن الظروف عاكست هذه الاغنية واختفت من أرشيف الاذاعات اللبنانية حتى باتت مفقودة بالكامل. ضاعت الأغنية كأعمال عدة مهملة ومدفونة في أرشيف الإذاعة اللبنانية. ولعل عدم الاهتمام بالأغنية كان إما من منطلقات شخصية أو لأسباب تعود إلى الإهمال. وهذا ولا يزال العديد من التراث الفني الذي يعد ثروة وطنية غائب عن اهتمام وزارتي الثقافة والإعلام والذي من الممكن إحياؤه مجدداً لتتعرف عليه الأجيال وتنهل من إنجازات الأجيال السابقة.

لكن تم العثور عليها في شريط كاسيت ضمن محفوظات الشاعر فقيه بالصدفة بعد رحيله عام 2002 ليعاد نشرها على منصات التواصل الاجتماعي.

إقرأ المزيد للكاتب