ينبع نهر البردوني من جبل صنين ليصب في مدينة زحلة، التي ترتفع 950 متراً عن سطح البحر، وتبعد 54 كيلومتراً عن العاصمة بيروت، وتبلغ مساحتها 150 هكتاراً.
ينبع نهر البردوني من جبل صنين ليصب في مدينة زحلة، التي ترتفع 950 متراً عن سطح البحر، وتبعد 54 كيلومتراً عن العاصمة بيروت، وتبلغ مساحتها 150 هكتاراً. معروفة بطقسها البارد في الشتاء، والجميل في الصيف.
يشكل وادي البردوني في زحلة عروسة البقاع، معلماً سياحياً هاماً للمنطقة والذي اشتهر منذ عام 1932 حتى اليوم. يتميز بنهره ومقاهيه ومطاعمه التي تقدم اللقمة اللبنانية الأصيلة، والتي كانت ولازالت “ملقى العشاق”.
لم تكن البردوني مكان سياحي محلي فقط، بل أصبح عالمي ومن أشهر الأماكن التي زارها كبار الفنانون والشخصيات البارزة في الشرق الأوسط والعالم.
فقد أشار رشيد العرابي صاحب مقهى “كازينو العرابي” لموقع قديمكم إلى أن ” المازة اللبنانية بدأت منذ العام 1935 وانتشرت إلى العالمية، وكانت مؤلفة من 80 إلى 90 صحن من المازة، وقد بدأت البردوني في الازدهار منذ عام 1975 وشهدت الكثير من الشخصيات البارزة منهم الرئيس الهراوي، صباح، وديع الصافي، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي وغيرهم الكثير. “
وأردف العرابي قائلاً ” على رغم من كل الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي مرّ بها لبنان، والمطبات التي لم تكن سهلة على الوادي ككل، حافظ مطعم العرابي على نوعية وجودة الأكل العالية ويسعى لتقديم الأفضل دوماً لزواره.”
بوظة البردوني : تراث لذيذ يتطور في لبنان
لم تشتهر البردوني فقط في مازتها وأكلها الشهي، بل “بوظة البردوني” لها طعمها، وقصتها الخاصة، التي أخبرها صاحب محل “بوظة البردوني” خلف بو سليمان قائلاً: ” كانت بداية البوظة تصنع في برميل خشب وبداخله برميل نحاس، ويضع الثلج بين الاثنين، وكانت في النكهتين الحليب والليمون فقط، ثم تطحن وتقدم مباشرةً للناس، لعدم وجود ثلاجات آنذاك.”
وأضاف:” من بعدها، بدأت الأدوات تتطور وكذلك النكهات، لأصبح لدينا اليوم حوالي 30 صنفاً يقدم من البوظة.”
وتابع قائلاً: ” سوف نكافح في هذا البلد، ولن نترك لبنان، بل نحاول أن نخدم السياحة على قدر المستطاع، ونجذب العالم بتقديمنا كل ما هو جيّد، عالي الجودة وطبيعي طيلة أيام السنة.”
تذكارات البردوني : اللحظات التي تحمل جمال لبنان في قطع صغيرة
لا يمكن أن تنتهي الزيارة في “وادي العرايش” دون أن تمرّ على التذكارات، فمنذ 70 عاماً و “عقيقي شوب” للتذكارات موجود على مدخل الوادي.
إذ لفت ضاهر إلياس عقيقي صاحب المحل إلى أن ” كل شخص يأتي إلى زحلة ولا يمرّ بالبردوني ويأخذ تذكاراً من هنا، كالشخص الذي يذهب إلى روما ولم يرى البابا. فشهدت البردوني فترات ازدهار كبيرة من جميع أنحاء العالم، ويأخذون الsouvenir التي ترمز إلى لبنان وطبيعته الفريدة من نوعها، أما اليوم فأكثر زوارها هم من اللبنانيون المغتربون، أكثرهم في عطلة الصيف أو الأعياد.
ولكن على الرغم من كل هذه الأمور سوف نستمر ولن نستسلم…وزحلة النجمة لما بينطال!”.
هذه كانت رحلتنا في زحلة، المنطقة التي لا يمكن أن تكون لبناني أو تأتي زيارة إلى هذا البلد دون أن تمرّ عليها. من موقعها المميز وأكلها الشهي إلى مناظرها الطبيعية وشعبها الرائع، فتتجسد روح لبنان الفريدة في كل تفصيلها. وبالرغم من التحديات، ظلت إرادة أهالي زحلة حية ومتجذرة، ومستعدة لاستقبال زوارها بروح الضيافة والتنوع. زحلة النجمة تظل تتألق، وكل زيارة إليها تحمل قصة لا تُنسى في عالم الاستكشاف.
لقراءة المزيد للكاتبة اضغط هنا
COMMENTS