Homeأماكن

مسرح البيكاديللي: أيقونة فنية في قلب بيروت

مسرح البيكاديللي: أيقونة فنية في قلب بيروت

في ستينيات القرن الماضي، اشتهر قصر "البيكاديللي"، في لبنان – الحمرا، الذي أصبح عالمياً، ومنارة للفن وللثقافة أيام الزمن الجميل. افتتح مسرح "البيكا

النشيد الوطني اللبناني بين العام 1920 و 1926
بيروت عاصمة الحضارات … رحلة بين الماضي و الحاضر
منقوشة الزّعتر… إلى العالمية على لائحة “يونسكو” للتراث غير المادي
في ستينيات القرن الماضي، اشتهر قصر “البيكاديللي”، في لبنان – الحمرا، الذي أصبح عالمياً، ومنارة للفن وللثقافة أيام الزمن الجميل.

افتتح مسرح “البيكاديللي” رسمياً في كانون الثاني عام 1967، بمسرحية الرحابنة “هالة والملك” برعاية رئيس الجمهورية آنذاك شارل الحلو. ومن بعدها أخذوا مسرحيات الفنانة اللبنانية فيروز والأخوين رحباني رونقهم على خشبة هذا المسرح:” الشخص (1969) – عيش يعيش (1970) – صح النوم (1971) – ناس من ورق (1972) – المحطة (1973) ولولو (1974) – ميس الريم (1975)، وآخرها بترا (1978) التي عرضت خلال الحرب الأهلية. “

مسرح البيكاديللي
مسرح البيكاديللي – من الانترنت

لا يزال مسرح البيكاديللي محفوراً في ذاكرة اللبنانيين الذين يأملون في إعادة الاعتبار إلى قيمة وذاكرة ثقافيّة فنيّة اشتُهرت بها بيروت عندما كان يتحول الليل إلى نهار حين يكون مواعيد مسرحيات البيكادللي، وكان ممنوع الدخول إلى المسرح سوى باللباس الرسمي.

تركت فيروز هناك حكاية يرويها الكثيرون حين انقطع التيار الكهربائي خلال أحد العروض فانفردت بالغناء دون ميكروفون ورافقها عاصي على البزق وكان ذلك على ضوء الشموع.

فيروز ومسرح البيكاديللي – من الانترنت

تصميم داخلي يجسد أناقة وفخامة مسرح البيكاديللي

صُمّم مسرح البيكاديللي المهندسان اللبناني وليم صيدناوي والفرنسي روجيه كاشار، معتمدين شروطا هندسية تليق بالأعمال الفنيّة الضخمة.

وتزيد مساحة المسرح عن ألفي متر مربّع، وتتسع قاعته لحوالي 800 شخص وتميّزت بمقاعدها المخملية الحمراء وزيّنت جدرانه بصور لكبار الفنانين مثل اللبنانية فيروز والفرنسية داليدا ومواطنها شارل أزنافور بجانب فرق فنية أوروبية وأمريكية.

استوحي اسمه من أحد مسارح لندن الشهيرة “بيكاديللي سكوير”، واعتُبر من أكبر وأفخم وأضخم مسارح في الشرق الأوسط.

مسرح البيكاديللي من الداخل – من الانترنت

من بيروت إلى العالم: تطور مسرح البيكاديللي اللبناني وانتشاره العالمي

بعد أن أصبح مسرح البيكاديللي من أضخم المسارح، بدأ توافد كبار الفنانون عليه من جميع أنحاء العالم، من نجوم مصر الذين قدموا مسرحياتهم مثل عادل أمام الذي عرض “الواد سيد الشغال” و“الزعيم”، كذلك شيريهان التي عرضت مسرحية “شارع محمد علي”.

مسرحيات داخل المسرح – من الانترنت

 كذلك فريد شوقي وهشام سليم، وسمير غانم ويسرا وحسين فهمي، كل هؤلاء قدموا مسرحياتهم على خشبته، وكانت مسرحية “ومشيت بطريقي” آخر أعمال الفنان الراحل ملحم بركات. وكان الحدث الأبرز الذي شهده هذا المسرح كان في العام 1972 حين قدّمت النجمة العالمية داليدا أول حفلة لها في الشرق وفي لبنان تحديداً.
والجدير بالذكر أنه لم يتوقف نشاط هذا المسرح، خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

من الانترنت

في عام ال 2000: “البيكاديللي” يطفئ أنواره

انطفأت أضواء قصر البيكاديللي عام 2000، حيث كان من المقرر، أن يقدّم الكاتب والمؤلف مروان نجار عملاً مسرحياً عليه، ولكن اندلع حريقاً ملتبساً وغامضاً في منتصف الليل، أتى على معظم محتوياته.

ومع هذا الحريق انطفأت أضواؤه، وأسدلت ستارته.

المسرح بعد الحريق – من الانترنت

وفي شهر تشرين الثاني 2022، بحث وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية الحالي، محمد وسام المرتضى، موضوع ترميم مسرح قصر البيكاديللي، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة لوضع دراسة حول الكلفة المطلوبة لإعادة تأهيل وترميم هذا المعلم الثقافي.

وقال المرتضى في 22 تموز عام 2022:” أن المنتج صادق الصباح أعرب عن رغبته المساهمة في اعادة ترميم مسرح البيكاديللي والفكرة قيد الدرس ونأمل ان تكون كل الامور على ما يرام باعتبار ان الخطوة الأولى وضعت على السكة الصحيحة لإعادة ترميم وتأهيل مسرح قصر البيكاديللي “.

ومازال هذا المشروع قيد الدرس حتى اليوم.

إن ترميم مسرح البيكاديللي من جديد سيعيد الحياة إلى شارع الحمرا، وسيثبت لبنان مرة جديدة أن على رغم من الصعوبات والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يعاني منها، سوف يتوَّج دائماً بالجانب الثقافي والفني.

لقرائة المزيد للكاتبة : اضغط هنا

لمواضيع ذات صلة : اضغط هنا

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0