Homeموضة

“مدام صالحة”… أول مصممة أزياء في لبنان  في الـ 50

“مدام صالحة”…  أول مصممة أزياء في لبنان  في الـ 50

مصمّمة الأزياء الأولى في لبنان والقوة التي أسهمت في وضع لبنان على الخريطة العالمية كعاصمة للأزياء والموضة. مدام صالحة "الساحرة" و"الانتقالي

فلافل الأرناؤوط: أكثر من ١٠٠ عام في مدينة النبطية
منقوشة الزّعتر… إلى العالمية على لائحة “يونسكو” للتراث غير المادي
قصر بيت الدين…رمز للعمارة والتاريخ والثقافة اللبنانية

مصمّمة الأزياء الأولى في لبنان والقوة التي أسهمت في وضع لبنان على الخريطة العالمية كعاصمة للأزياء والموضة. مدام صالحة “الساحرة” و”الانتقالية” و”الأسطورية” التي مدّت جسرًا عبر البحر المتوسط يربط بين بيروت وباريس”،كما وصفها المصمّم والمؤرّخ جو شليطا والذي غاص في أزياء الزمن الجميل ليؤسس صفحة على إنستغرام تؤرخ العصر الذهبي للبنان تحت عنوان  “ Lebanese Fashion History”. 

بداياتها في الخياطة

رئيفة رضوان صالحة أو “مدام صالحة” التي مزجت بأسلوبها الفريد بين الأناقة الباريسية والشامية وتحدّت مجتمعها الجبليّ والتقليديّ.  ولدت عام 1926 في منطقة عالية اللبنانية.سعت وراء حلمها بالاشتغال في حياكة الأزياء منذ أن كانت طفلة، بدأت مشروعها لتصميم الأزياء في أواخر أربعينيات القرن العشرين دون أن تتلقى أي تعليم رسمي، فقد علّمت نفسها بنفسها أساسيّات الخياطة ورسمت نهجًا خاصًّا بها حيث ارتقت بمكانة بيروت حتى أصبحت “باريس الشرق الأوسط”.

مدام صالحة
بدايات مدام صالحه في الخياطة

عملت في باريس لفترة وجيزة مع مدام غريس وبيير بالمين الذي أصبح من أصدقائها المقرّبين، ثمّ عادت إلى بيروت لتطلق “دار صالحه” في وسط بيروت، وتحديدا في شارع بشارة الخوري، لتصبح أول دار أزياء مسجّلة في لبنان والشرق الأوسط في الخمسينيات.

وفي عام 1957 لمع نجمها بين أبناء المجتمع الراقي في العصر الذهبي لبيروت، كما لعبت دورًا محوريًا في النهضة الثقافية في لبنان عبر تشكليها الهوية اللبنانية التاريخية من خلال الأزياء الفلكلورية اللبنانية، والتي ظهرت للمرة الأولى عالميًّا في مهرجان بعلبك الدولي من خلال صباح وفيروز. 

لقّبت “مدام صالحه” بـ “كريستيان ديور الشرق الأوسط”، وهو لقب أطلقه عليها ألبير ليساج، مالك دار “ليساج”، وهو القائل: “يمكن للبنانيات الاستغناء عنا(الفرنسيين)، ويجب أن يفخرن بمدام صالحه. فعندما يكون لديكن مصمّمة مثلها، فلا حاجة للذهاب إلى باريس”.

الزمن الجميل لمدام صالحة

تنوّعت قائمة عميلاتها من النساء الشهيرات، من السيدة اللبنانية الأولى اللامعة زلفا شمعون، وثريا ملكة إيران التي كانت كثيرًا ما تتردّد إلى بيروت، وصولا إلى الأميرات والنجمات العربيات من البلدان المجاورة مثل السيدة أم كلثوم.

أما نقطة التحوّل في حياة مدام صالحه فكانت في تصميمها فستان زفاف الأميرة لمياء الصلح ابنة رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح، عندما زفّت إلى الأمير المغربي مولاي عبد الله عام 1961. وقد تصدّر فستان زفافها عناوين الأنباء العالمية، وتمّ اعتباره من أجمل الفساتين في العالم، محطّمًا الأرقام القياسية لأطول ذيل فستان في العالم، والذي بلغ 22 مترًا.

فستان زفاف الأميرة لمياء الصلح
فستان زفاف الأميرة لمياء الصلح

 أما القفطان المغربي التقليدي المصمم خصيصاً للأميرة لمياء فقد كان مطرزًا بالذهب على مخمل من الحرير الخالص بلغ وزنه أكثر من 20 كيلوغرامًا، وهو ما جعله يتصدر أيضًا غلاف مجلة “باري ماتش” العام 1961

الأميرة لمياء الصلح
قفطان الأميرة لمياء الصلح

الجدير بالذكر أن مدام صالحه اشتهرت بإقامة الحفلات الخاصة بمنزلها لتنتقل بعدها إلى السهر في أرقى الأماكن في بيروت، مثل ملهى ليه كاڤ دو روا الليلي الذي زارته النجمة بريجيت باردو في العام 1967 وغيرها كثرٌ من نجوم هوليوود وأوروبا. وكانت قد اختلطت مدام صالحه بأوساط الأثرياء والمشاهير وكثيرًا ما كانت تُشاهَد بصحبة الفنانة صباح التي غنت أيضًا في حفلات خاصة بمنزل صالحة

آخر لحظاتها في الزمن الجميل

  توفيت مدام صالحه عام 1968 عن عمر يناهز 42 عامًا بسبب أزمة قلبية مفاجئة، حيث لن تستطع تحقيق حلمها بالعمل مع المصمم الإيطالي الشهير فالنتينو حيث كان يجمعهما عمل مشترك في لبنان.

مدام صالحة مع مصمم الأحياء البريطاني فالنتينو
مدام صالحه مع مصمم الأحياء البريطاني فالنتينو

هذا وقد منحتها الحكومة اللبنانية آنذاك وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس تقديرا لجهودها وابتداعها أرقى فنون الخياطة العالمية، فمُؤسّستها تعتبر إحدى أهمّ المؤسّسات الرائدة في مجال الأزياء الراقية في لبنان والشرق. 

 وسام الاستحقاق اللبناني لمدام صالحة
https://www.facebook.com/MadameSalha/photosوسام الاستحقاق اللبناني لمدام صالحه

لقراءة المزيد للكاتب

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0