عرّابة المونولوج في لبنان وصاحبة البهجة والضحكة في زمن الحرب، هكذا عُرفت "فريال كريم".ولدت فريال في 5 نيسان عام 1938، وهي فنانة لبنانية اشتهرت بمواهب
عرّابة المونولوج في لبنان وصاحبة البهجة والضحكة في زمن الحرب، هكذا عُرفت “فريال كريم”.
ولدت فريال في 5 نيسان عام 1938، وهي فنانة لبنانية اشتهرت بمواهبها المتعددة، تميّزت بأدوارها وأغنياتها الفكاهية والبسمة التي لا تفارق وجّهها.
على الرغم من أنها حصلت على شهرة كبيرة في حياتها، إلا أن قلة من يعرف الاسم الحقيقي للفنانة فريال كريم، وهو فيرا بشارة سمعان، فاختارت أن يكون لها اسماً فنياً قريباً للفن العربي، لذلك سميت ب “فريال” أما عائلتها فقد اكتسبتها من زوجها، الفنان محمد كريم، الذي ساعدها وأطلقها للفن فعرفت باسم عائلته.
عملت في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة، وحققت نجاحاً كبيراً على كافة الاصعدة، إذ برزت موهبتها في سنّ صغيرٍ جداً حين كانت لا تزال في 7 من عمرها وتعد اليوم من أعمدة الفن اللبناني تاركة خلفها نجاحات كبيرة، جعلتها لا تنسى رغم رحيلها.
في بداية الأربعينات في القاهرة، صعدت للمرة الأولى على المسرح أمام الجمهور. وضعت ابنة الثمانية أعوام يدها على خصرها، وغنت للمونولوج ست ثرية حلمي، دون أن تعرف أن هذه الأغنية ستحدد مسيرتها الفنية لسنواتٍ قادمة. أحبها الحكام، صفق لها الجمهور، وانتقلت مباشرة للتمثيل في فيلمها السينمائي الأول سكة السلامة سنة ١٩٤٨، من إخراج ابراهيم اللاما.
مسيرة فنية متألقة: رحلة فريال كريم في عالم الفن
لا يمكن أن تتذكر فريال كريم دون أن تتذكر إحدى أهم أعمالها على الشاشة التلفزيونية في مسلسل “الدنيا هيك” التي أخذت دور “زمرد” وبرزت موهبتها التمثيلية والفنية.
ومن ثم اشتهرت ب ” أم خبار – بيروت الليل – شارع العز – يا مدير – اللص الظريف – الأبواب السبعة – المليونير…”
أما على الصعيد السينما:” عالم الشهرة – الأستاذ أيوب – مسك وعنبر – لهيب الجسد – سلطانة…”
لم تقتصر موهبة فريال على المسلسلات والأفلام فقط، بل دخلت في قلوب اللبنانيين في الأغاني أيضاً…وظلت أغانيها تتردد من جيل إلى آخر:” عم بزعلني ليلو – برّات البيت عاملي عنتر – يا أسمر يا كحيل العين…”
أما المسرح فله دوره الخاص لدى فريال ليس فقط في أعماله، بل في ذاكرتها وذاكرتنا، فبعد أن اشتهرت بأعمالها المسرحية:” طبيب بالرغم منه – وراء البرفان – الدكتور شوشو…”
بعدها، وفي الرابع من تموز من العام 1988، خلال تقديمها آخر أعمالها الفنيّة على خشبة المسرح، سقطت فريال كريم على الأرض بعد أن تعرّضت لأزمة صحية مفاجأة أدّت إلى وفاتها. كانت حينها في الخمسين من عمرها. وظّن البعض أنها كانت تأدي دوراً ارتجالياً، لكن الحقيقة كانت أن انتهى دورها الأخير على المسارح. وهكذا تأكد قولها التي كانت تردده: “ما من أجمل أن يموت الإنسان من الضحك”
الفن في مواجهة الصعوبات: تألق فريال كريم في حقبة الحروب
كانت فريال كريم محترفة إلى أقصى الحدود، لدرجة أنها لم تكن تسمح للعوامل الخارجية أن تأثر على أدائها.
كان الفنان الكبير فريد الأطرش يحضر حفلاً لها، ودخل ليهنئها لكونها من أفضل المرات التي تأدي فيها، لكنه لم يكن يعلم أن منزلها تعرض للقصف قبل الحفل بدقائق، وعندما سمعة بالقصة، التفت للفرقة الموسيقية، وقال: إذاً كل يوم قبل أن تصعد فريال إلى المسرح “زعلوها قد ما تقدروا”.
كانت تقول فريال في مقابلاتها أن أكثر ما كان يرهقها في عملها كفنانة التفكير باختيار الطريق الآمن من القذائف إلى الاستديو أو المسرح. على الرغم من وجودها في هذه الحقبة السياسية المهمة، لم تغنّ المونولوج الوطني أو السياسي، وفي الوقت الذي غرق فيه لبنان بالتسلح أو الهرب من الحرب، خرجت فريال بأغنية ألعب كاراتيه، التي تدعو جميع الشباب للذهاب إلى النادي الرياضي، وعدم تضييع الوقت في أمور أخرى.
أنه زمن لبنان الجميل، زمن الكبار، زمن الضحكة وزمن فريال كريم. أسست مدرستها الفنية الخاصة في فترة 50 عاماً من عمرها. ولم يستطع أحد أن يخلفها عن زعامتها بعد. فريال كريم كانت ومازالت تشعّ في ذاكرتنا وذاكرة لبنان.
لقرائة المزيد للكاتبة: اضغط هنا
COMMENTS