عاصفة 1992 … حين غطّت الثلوج الساحل

هي العاصفة الثلجية التي صنّفت من بين الأقوى في تاريخ لبنان والدول المجاورة، ففي شهر شباط/فبراير عام 1992 ضربت عاصفة ثلجية قوية لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، ووصل تأثيرها إلى العراق والسعودية ومصر، حيث تحوّل شتاء المنطقة بعد خريف شبه جافّ إلى قطبي تاريخي، ولامست الثلوج السواحل اللبنانية في مشهد لا يمكن نسيانه.

لكن إذا ما بحثنا في تاريخ العواصف الثلجية نجد أنّ العاصفة الأقوى كانت تلك التي ضربت لبنان في شباط/فبراير عام 1983، والتي تسببت بكارثة إنسانية ذهب ضحيتها ستون شخصا قضوا اختناقا أو تجمّدا في سياراتهم على طريق ضهر البيدر، حيث طمرت الثلوج السيارات بمن فيها، فيما تدنّت درجات الحرارة بشكل كبير قارب العشرين تحت الصفر، ووصل يومها ارتفاع الثلوج إلى العشرة أمتار، في سابقة لم يشهد لها تاريخ لبنان المعاصر من مثيل.

جديد العواصف في لبنان… عاصفة باسم أنثوي

أما في التاريخ الحديث فقد شهد لبنان عددا من العواصف الثلجية القوية، عاصفة تتلوها عاصفة في بعض المواسم الشتوية كما حدث في بداية العام الجاري (2024)، لكنّ المستحدث كان أنّ مصلحة الأرصاد الجوية قامت بإطلاق اسم أنثوي لكلّ منها، طمعا في أن تغطّي نعومة الاسم على على قساوة العاصفة، نذكر منها:

1. هبة
   العاصفة الأقوى بعد عاصفة 1992، والتي بدأت في الشهر الأوّل من عام 2022، وتساقطت الثّلوج خلالها على مناطق لا يتعدّى ارتفاعها الـ100 متر.
   
   2- ياسمين
   لحقت هذه العاصفة بزميلتها هبة فور انتهائها في أوائل شهر شباط من العام نفسه، ومهّدت لموسم تزلّج طويل.
   
   3- نورما
   عاصفة ضربت لبنان سنة 2019، وما ميّزها هو سرعة الرياح التي تعدّت الـ100 كلم في الساعة.
   
   4- هدى وويندي
   عاصفتان متتاليتان ضربتا لبنان عام 2015، ويومها اتّخذ وزير التربية (الياس بو صعب) للمرة الأولى قرارا بتعطيل المدارس حفاظا على سلامة الطلاب، لأنّ معظم المدارس في لبنان لم تكن مجهّزة لمثل تلك الظروف والبرد القارس.
   
   5- أولغا
2. عاصفة تساقطت خلالها الثلوج للمرّة الثالثة على السواحل اللبنانية سنة 2013 بعد عاصفة العام 1963 وعاصفة 1992 التاريخية.

أما عامنا الجاري فقد زيّنته العاصفة “دانييلا” التي بدأت في 26 من شهر كانون الثاني وامتدّت لأيام، حملت معها رياحا قطبيّة قوية وصلت إلى 85 كلم/ساعة وأمطارا غزيرة، وثلوجا غطّت الجبال والمرتفعات وقطعت معظم الطرقات الجبليّة، مع درجات حرارةٍ متدنّية وصلت إلى 3 درجات في الداخل خلال النهار، وصفر خلال ساعات الليل.

وتسببت العاصفة دانييلا بإقفال عدد كبير من المدارس والمؤسسات في منطقة الشوف وشلّ حركة العبور على الطرق الرئيسية، بعدما تشكلت عليها طبقة أعاقت حركة المرور، ابتداء من ارتفاع نحو 900 متر وما فوق عن سطح البحر، وغطّت القرى والمرتفعات على نحو متقطع، بدأت صباحا وتجددت على نحو جزئي خلال فترة بعد الظهر.

كما وأدت الأمطار الغزيرة إلى انهيارات ترابية وصخرية، ألحق بعضها ضررا بالخط الرئيسي للمياه بين الباروك وعدد من قرى الشوف الأعلى وانقطاع المياه عنها.

وبعد دانييلا استقبل لبنان ومعه الدول المجاورة عاصفة “حيان” التي حملت أكبر نسبة متساقطات خاصة من الثلوج التي لامست ال800 متر ، وكانت الأقسى على المنطقة الشمالية والبقاع، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 3 درجات.

إرشادات الدفاع المدني

قبل كل عاصفة تذكّر المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين بإرشادات السلامة العامة وتدعوهم إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة تفاديا للحوادث، ومن أبرز هذه الإرشادات:

1- تجهيز المنزل بمطفأة يدوية، غطاء للحريق وجهاز كاشف للدخان

2- تهوئة المنازل باستمرار تلافيا للاختناق عند التدفئة بواسطة الفحم-الحطب أو الغاز

3- عدم ترك اي وسيلة تدفئة تعمل بواسطة اللهب المكشوف مضاءة خلال النوم أو عند مغادرة المنزل

4- للقاطنين في المناطق الجبلية ضرورة التموّن بالأطعمة والمياه والأدوية الدورية والأدوية المضادة للحيوية وأدوية السعال وإنزال حرارة الجسم.

5-  إذا كنت مضطراً إلى التجول بسيارتك تأكد من وجود: السلاسل المعدنية لإطارات السيارة وسلامة الإطار الاحتياطي والرافعة، والأدوية التي تتناولها بانتظام (قلب – ضغط ..)، وبطارية يد جافة، ورفش صغير قابل للطيّ، وحقيبة إسعاف أولي، وجهاز هاتف خليوي مع شاحن على بطارية السيارة، وكمية وقود كافية في خزان السيارة.

لمتابعة نشرة الطقس اليومية يمكنك زيارة صفحة مصلحة الأرصاد الجوية (اضغط على الرابط)

اقرأ للكاتب نفسه