عاشت العملة اللبنانية فترة عزّ إمتدت منذ العام 1960 حتى 1981وتميزّت هذه المرحلة بقوة وإزدهار العملة اللبنانبة،أما تاريخيا فقد شهدت الليرة اللبنانية ت
عاشت العملة اللبنانية فترة عزّ إمتدت منذ العام 1960 حتى 1981وتميزّت هذه المرحلة بقوة وإزدهار العملة اللبنانبة،أما تاريخيا فقد شهدت الليرة اللبنانية تغيرات كثيرة عبر التاريخ.
بداية إنقسمت الليرة إلى مئة جزء “قرش” ولكن بسبب التضخم الكبير خلال الحرب الأهلية اللبنانية لم تعد القروش مستخدمة، وإنقسمت العملة اللبنانية إلى فئتين أساسيتين هما العملات الورقية والمعدنية،ما قبل الحرب العالمية الأولى كانت العملة المتداولة هي “الليرة العثمانية” وإستمر هذا التداول حتى إنهيار الدولة العثمانية عام 1918، فيما بعد إعتمد الجنيه المصري وأصدر من قبل مؤسسة بريطانية.
وبناء على تدخل فرنسا تم توحيد العملة في كل من لبنان وسوريا وعرفت بالليرة السورية، يصدرها بنك لبنان وسوريا .فيما بعد تم ربط عملة لبنان مع العملة الفرنسية وكانت الليرة تساوي 20 فرنك فرنسي
طباعة العملة اللبنانية
الليرة اللبنانية هي وحدة العملة المستخدمة في لبنان والمسؤول عن طباعة العملة هو المصرف اللبناني المركزي ، في المصرف قسم خاص يقوم بدراسة حاجة السوق إلى النقد ويقيم الحاجة إلى طبع أوراق جديدة والفئات التي يحتاجها السوق نظرا لكثرة التداول بها، ونادرا ما تطبع كل الفئات معا ويلفت النظر بأن طباعة العملة ليس بالسهل فهي عملية تحتاج وقت طويل تمتد بين سنة و18 شهرا منذ إتخاذ القرار حتى وصول العملة.
في مطلع العام 1924 بدء لبنان بإصدار العملات المعدنية وفي العام 1925 تم إصدار العملات الورقية، وفي العام 1939 تم فصّل العملتين اللبنانية والسورية بشكل دائم وبقيت العملة اللبنانية مرتبطة بالفرنك الفرنسي وإنفصلت عنه نهائيا في العام 1949 ، ومع هذا الإنفصال شهدت الليرة تطورات كثيرة من ناحية الفئات والعملات وتم تصميم وإصدار عملات متنوعة من قطع نقدية وورقية بتطور دائم.
لبنان والعملة اللبنانية
في إطار موضوع العملة اللبنانية كان لموقع قديمكم مقابلة خاصة مع الخبير الإقتصادي الدكتور نسيب غبريل، يقول غبريل هناك مادة ضمن قانون النقد والتسليف الذي تم وضعه في العام 1963 ترتبط بالعملة وتقول أن العملة مرتبطة بالذهب أي بسعر الذهب العالمي والجهة التي تقرر سعر الصرف القانوي هما صندوق النقد الدولي والسلطات اللبنانية.
خلال الحرب الأهلية في العام 1983 فقدت الليرة جزءا كبيرا من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأخرى نتيجة التضخم المرتفع،ويخبرنا غبريل أنه في فترة وجود الرئيس إلياس سركيس حاكما لمصرف لبنان في العام 1968 إشترى ما يقارب تسعة ملايين ومئة ألف أونصة من الذهب، فأقر مجلس النواب قانون في العام 1986 يمنع إستخدام هذا الذهب إلا بالتصويت بالأكثرية المطلقة من مجلس النواب وهذا كله وكان لبنان يعيش في فترة حروب ونزاعات دائمة.
ويضيف أن بعد عودة الرئيس رفيق الحريري كان لديه هدف إعادة الإعمار وإستقطاب رؤوس الأموال من الخارج ففي هذه الفترة تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مما سبب تضخم كبير ، فرأى انه لمحاربة التضخم يجب رفع الفوائد وفي هذه الفترة عيّن الرئيس رياض سلامة حاكما لمصرف لبنان في العام 1993 وثبت في هذه المرحلة سعر الصرف الليرة مقابل الدولار ففي العام 1997 تم تثبيت سعر الصرف على ال 1507 لغاية العام 2019 فالعصر المميز لليرة اللبنانية كان قبل العام 2019.
يجب أن لا ننكر أن لبنان مرّ بعدة مراحل ساهمت في أزمة تراجع سعر الصرف وهذه العوامل بحسب جبريل هي: الصدمات الامنية والسياسية، إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، الشغور الرئاسي الذي دام أكثر من عامين، تداعيات الحرب في سوريا على لبنان إقتصاديا وأمنيا وإجتماعيا، إستقالة الرئيس سعد الحريري في العام 2017، خلال كل هذه المراحل كان هناك خروج للودائع من لبنان بنسبة 4 إلى 5 بالمئة.
وخلال النصف الثاني للعام 2023 شهد سعر الصرف نوعا من الإستقرار، وبرز التساؤل حول بلوغ إنهيار الليرة اللبنانية مداه اليوم أم أنه عرضة لمزيد من التراجع والعوامل المؤثرة، ويضيف نسيب غبريل أن لبنان يعيش اليوم في طور زيادة الدولرة ولم يصل إلى الدولرة الشاملة بسبب إستمرار المصرف المركزي بعمله وإكمال سياسة طبع الليرات، بذلك يستبعد غبريل حفاظ الليرة على إستقرارها لفترة طويلة ويقول أن “تثبيت سعر الصرف هو سياسة مؤقتة”.
لقراءة المزيد للكاتبة إضغط هنا
COMMENTS