Homeإعلام

تاريخ الإعلانات في لبنان: بين الماضي الزاهر والحاضر المتجدد

تاريخ الإعلانات في لبنان: بين الماضي الزاهر والحاضر المتجدد

ذكريات أيام سعيدة… الجملة التي لا يمكن أن تسمعها دون أن تتذكر إعلان "نيدو" في أوائل التسعينات، وهكذا، أشتهر لبنان في الاعلانات وابداع افكاره بكل منتج

شفيق حسن …تحول من نجم كوميدي إلى بائع بسطة دخان في الأوزاعي
بائعو الصحف: نكافح ”بالورق الحي“ للبقاء على أرصفة بيروت
ذكريات أيام سعيدة… الجملة التي لا يمكن أن تسمعها دون أن تتذكر إعلان “نيدو” في أوائل التسعينات، وهكذا، أشتهر لبنان في الاعلانات وابداع افكاره بكل منتج قدمه على التلفزيون. فمنذ ستينيات القرن الماضي حتّى اليوم، بقيت بعض الإعلانات اللبنانية التي كانت تُبثّ على القنوات المحلية، في أذهان اللبنانيين.

إذ، منذ بدايتها، مثّلت جزءاً مهماً من تاريخ الدعاية والإعلان في المنطقة. فتعود هذه الإعلانات إلى عدة عقود مضت، وتعكس جوانب مختلفة من الحياة اليومية، الثقافة، والتطور الاقتصادي في لبنان. قد تكون هذه الإعلانات متنوعة، تتناول المنتجات والخدمات المختلفة، وقد تكون أيضاً تعبيراً عن القيم الاجتماعية التي كانت تسود في ذلك الزمان.

إعلانات نيدو
إعلان نيدو – من الإنترنت

تاريخياً، يمكن القول إن الإعلانات في لبنان كانت متنوعة ومبتكرة، وكانت تستخدم وسائل مختلفة للوصول إلى الجمهور، بما في ذلك الصحف والمجلات والملصقات الإعلانية والإعلانات التلفزيونية والإذاعية. كانت هذه الإعلانات تعكس التطور الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وكانت تلعب دوراً هاماً في تعزيز المنتجات والخدمات المحلية، وفي بناء الهوية الوطنية والانتماء الثقافي.

“شو بطاريتك؟”

الاعلان التي تجاوب عليه دون أن تتردد فبطارية Ray-o-vac، أخذت رونقها عام 1982. ففي تلك الحقبة كانت الفكرة الدعائية تشبه الاستراتيجية الدعائية التي تستخدمها مصر التي تعتمد على الأغاني، إذ إن المستهلك لا شعوريّاً يحفظ الأغنية ويرددها وربما تكون وسيلة إقناع لشراء المنتج. وهذا ما حصل فعلاً مع المستهلك اللبناني، فاستطاعت بعض الأغاني الدعائية أن تدخل الذاكرة اللبنانية وأن تتحول إلى نكتة يومية عندما يسمح الأمر في سياق الحديث حتى عامنا هذا.

إعلان بطارية Ray-o-vac – من الانترنت

“BVD”، الإعلان الذي اشتهر فيه الفنان فيلمون وهبي، مقدماً شريطاً دعائياً تجارياً لملابس داخلية، مُغنياً وعلى الأرجح لأغنية هذه الدعاية.  اللافت للانتباه هو كيفية ظهوره، على الشاشة الصغيرة وقتها، وهو نصف عارٍ مستعرضاً ملابسه الداخلية بهدف تسويق سلعة تجارية. وقد شاهد هذا الشريط التسويقي آلاف اللبنانيين من جيل الستينات.

من الناحية الثقافية، كانت الإعلانات القديمة تعكس ذوق وأسلوب الحياة في تلك الحقبة، وتظهر القيم والمعتقدات التي كانت تهم الناس في ذلك الزمان. كما كانت تعكس أيضاً التطور التكنولوجي والتقنيات الإبداعية المتاحة في ذلك الوقت.

إعلان BVD – من الانترنت

YES 3 in 1

تمّيز إعلان “yes” بالنجاح، لأسباب كثيرة أهمّها، شعبية المنتج والشخصية الناجحة الذي قدمته أي “أبو فؤاد” كما أن الدعاية صوّرت على شكل مسلسل دعائي فطرحت للناس على مراحل وبذات الشعار “يس 3 بـ 1”.

أمر آخر تطور على صعيد النص الدعائي هو التعليق الذي يرافق الفيديو Voice Over، حيث كان يستخدم بشكل كثيف في الدعايات اللبنانية في حقبة التسعينيات وباللغة الفصحى أيضاً. أما الآن فالـ voice over، إن وجد، يكون باللهجة العامية. أما بالنسبة للحوار فهو، أيضاً، باللهجة العامية.

يس 3 ب1
إعلان yes 3 in 1 – من الانترنت

بشكل عام، فإن دراسة الإعلانات القديمة في لبنان توفر نافذة فريدة لفهم التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي شهدتها البلاد على مر العقود، وتسليط الضوء على تطور فن الإعلان ودوره في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الثقافة المحلية.

من مع نيدو كبروا الولاد الصغار إلى “جيبها إذا فيك تجيبها”

اشتهرت الإعلانات على تطبيق “تيك توك” السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من أن هذا التطبيق بدأ كمنصة لمقاطع الفيديو القصيرة عام 2016، إلا أنه لم يتم التركيز بشكل كبير على الإعلانات التجارية في المقام الأول. ومع ذلك، مع تزايد شعبية التطبيق وانتشاره بشكل واسع حول العالم، بدأت الشركات والعلامات التجارية في الاستفادة من هذه المنصة للتسويق لمنتجاتها وخدماتها.

إعلان من تطبيق “تيك توك”

في السنوات الأخيرة، خصوصًا بدءًا من عام 2018 حتى اليوم، بدأت الإعلانات التجارية تزداد وتتنوع على تيك توك بشكل ملحوظ وخاصتاً في لبنان. وبفضل تواجد جماهير واسعة ومتنوعة من المستخدمين على هذه المنصة، أصبحت محطة جذب رئيسية للعلامات التجارية التي ترغب في التواصل مع جمهور شبابي نشط.

إذ أصبح هاشتاغ #جيبها_إذا_فيك_تجيبها ترند على التطبيق ويدل على بعض الإعلانات التي تنشر عليه.

إعلان من تطبيق “تيك توك”

ساهمت إعلانات المواقع التواصل الاجتماعي، للوصول إلى الشريحة الأكبر من المواطنين، وشهرة وجوه جديدة وازداد العمل مع ال Influencers كما ابتعدت الشركات عن التلفزيون. مما أعطى ثقة للمستهلك بالشخص أكثر من إذا كان المنتج مناسب.

إعلان من تطبيق “تيك توك”

مرت الإعلانات بتطور كبير من الزمن الجميل إلى زمننا هذا، حيث انتقلت من استخدام وسائل التواصل التقليدية إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة. إذ تبقى الإعلانات عنصراً مهماً في تشكيل الثقافة وتعزيز الهوية الوطنية، وتعكس تطور المجتمع وتغيراته. في النهاية، تظل الإعلانات رسائل تواصل فنية وثقافية تترك بصمتها في ذاكرة الجمهور وتعزز ارتباطه بالعلامات التجارية والمنتجات.

إقرأ المزيد للكاتبة: https://kadimokom.com/author/daniellamaroun/

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0