تعتبر عملية تلوين أفلام الزمن الجميل خطوة أساسية في صناعة السينما، وتطورت تقنياتها على مر السنين. ولطالما عُرفت الأفلام المصرية بالأبيض والأسود، وتميزت عنها الأفلام الحديثة بالألوان المتعددة.
تعتبر عملية تلوين أفلام الزمن الجميل خطوة أساسية في صناعة السينما، وتطورت تقنياتها على مر السنين. ولطالما عُرفت الأفلام المصرية بالأبيض والأسود، وتميزت عنها الأفلام الحديثة بالألوان المتعددة. لا يوجد فجوة واضحة عملية تطور الفن السينمائي بين متى توقفت صناعة السينما عن استخدام أفلام الزمن الجميل المعروفة بالأبيض والأسود ومتى بدأت باستخدام الفيلم بالألوان. ولكن تدخل اللون أضاف إحساسًا في مشاهد الأفلام وهذا هو السبب في أن العديد من المسرحيات الموسيقية والملاحم التوراتية من ثلاثينيات إلى خمسينيات القرن العشرين تتميز بألوان زاهية. غالبًا استخدم المنتجون اللونين الأبيض والأسود في عصر الزمن الجميل، لأنهما ظلا أقل تكلفة من الألوان، في الأفلام الأكثر جدية أو تلك التي لم يكن من المعتقد أنها ستستفيد من المشهد.
أفلام من الزمن الجميل تمت إعادة إنتاجها مرة أخرى
خلّدت ذاكرة السينما المصرية في عصر الزمن الجميل أعمالاً كثيرة ما زال الجمهور العربي يُفضّل مشاهدتها في كل مرة يُعاد عرضها على الشاشات. منها إنتاجات مهمة تم تصويرها بـ “الأبيض والأسود” فى الأربعينيات والخمسينيات، ثم تمت إعادتها بالألوان فى الستينيات والسبعينيات، بعضها نجح والآخر حقق إخفاقاً. منها ثلاثة افلام مصرية تمت إعادة إنتاجها مرة أخرى.
عنتر وعبلة” إلى “عنتر ابن شداد”
عام 1945 وتحديداً في 3 كانون الأول/ ديسمبر، عُرض لأول مرة فيلم “عنتر وعبلة” للمخرج نيازي مصطفى، وكانت نسخته الأساسية بالأبيض والأسود. لعب دور البطولة حينها سراج منير في دور “عنتر ابن شداد” وكوكا “عبلة” وسيد سليمان “شيبوب”؛ أزيح الستار عن النسخة الملونة الجديدة من الفيلم تحت اسم “عنتر ابن شداد” بطولة فريد شوقي بدور عنتر وكوكا بدور عبلة، ونجحت هذه النسخة نجاحاً كبيراً، لدرجة أن البعض لا يعرف أن سراج منير الذي لعب دور عنتر سابقاً قدم الفيلم من الأساس.
“أمير الانتقام” إلى “أمير الدهاء”
عام 1950، عُرض فيلم “أمير الانتقام” إخراج هنري بركات من بطولة النجم أنور وجدي، العمل مأخوذ عن القصة العالمية “الكونت دى مونت كريستو” للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس. حينها قدم أنور وجدي دور “حسن الهلالي”، ومديحة يسري شخصية “ياسمينا” وفريد شوقي “جعفر”، وكمال الشناوي “شاهين”، وسراج منير “بدران”. المفاجأة أن بعد 14 عاما أعاد بركات تقديم الفيلم بنسخة بالألوان من بطولة وحش الشاشة فريد شوقي، حيث ظهر في الفيلم بشخصية “حسن الهلالي”، وشويكار “ياسمينا”. المفارقة هنا، نجاح نسخة أنور وجدي الغير ملونة وفشل نسخة فريد شوقي.
“المرأة المجهولة” إلى “ضاع العمر يا ولدي”
عام 1959، قدمت النجمة شادية واحدا من أهم أفلامها بالسينما المصرية “المرأة المجهولة“، شاركها البطولة عماد حمدي فى دور الزوج. وفي عام 1978 طرح المخرج عاطف سالم نفس فكرة الفيلم بالألوان تحت عنوان “وضاع العمر يا ولدي” حيث جسد رشدي أباظة دور الزوج ومحمود عبد العزيز دور الإبن، ونور الشريف دور “عباس”، لكن النسخة الملونة أيضاً لم تلقَ نفس نجاح النسخة الأصلية.
بداية تلوين أفلام الزمن الجميل
بدأ التوجه نحو عملية تلوين الأفلام في السينما المصرية مع فيلم “لست ملاكاً” انتاج 1946، حينها عُرض في الفيلم مشهد واحد ملون في أغنية يوم الإثنين من بطولة محمد عبد الوهاب وليلى فوزي. عام 1956 كانت طفرة السينما المصرية الملونة، عندما عرض فيلم دليلة بطولة عبد الحليم وشادية بالألوان. يمكن أن يعزز التلوين جودة الصورة ويعطي الفيلم مظهرًا حديثًا لذلك استخدامه يعزز التأثير البصري ويضفي جواً درامياً أو فنياً على الفيلم. ومع تقدم التكنولوجيا، أصبح من الممكن استخدام تقنيات حاسوبية لتلوين الأفلام عن طريق استخدام برامج خاصة تتيح للمخرجين إضافة الألوان بشكل دقيق. وفعلاً بدأت السينما المصرية بشكل فردي بالتوجه نحو نقلة سينمائية عبر تلوين مقاطع من فيلم “إبن حميدو” بطولة “إسماعيل ياسين“، بإستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي.
التلوين بواسطة الذكاء الاصطناعي يعيد للأفلام الزمن الجميل رونقها
سمحت تقنية التلوين عبر الذكاء الاصطناعي تلوين الأفلام القديمة بشكل آلي ودقيق. فقد استفادت تقنيات التلوين بواسطة الذكاء الاصطناعي من القدرات المتقدمة للتعرف على الصور والألوان، مما أتاح تحسين جودة الأفلام وجعلها تظهر بمظهر حديث وجذاب. يمكن لهذه العملية أن تكون مفيدة جداً لإحياء روح الأفلام القديمة وجعلها أكثر جاذبية للجماهير الحديثة. مما يساهم في الحفاظ على التراث السينمائي وتسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية التي قد تكون قد فقدت قليلاً من جاذبيتها بسبب تقنيات الإنتاج القديمة. لهذا السبب لاقت رفضاً كبيراً من صنّاع السينما، خوفاً من خسارة الربح الثابت الذي كانت تدرّه عليهم الأفلام القديمة. ومن الأفلام التي لوّنت، “غزل البنات” بطولة نجيب الريحاني، و”ابن حميدو” بطولة إسماعيل ياسين، و”قصر الشوق” بطولة يحيى شاهين.
COMMENTS