Homeعام

أدونيس لـ “قديمكم” : العصر الحديث ظلم المرأة

ينقلك أدونيس في حديثك معه إلى زمن كان فيه للكبار حضور، حين كان يجتمع نزار قباني مع نازك الملائكة في ضيافة سهيل إدريس صاحب مجلة الأداب، يحدثك عن المرأ

  قصة نهر الكلب و تاريخه الأثري و لماذا سمي بهذا الاسم؟
حكايات وقصص تحاكي معاناة شارع الحمراء
فيلمون وهبي…سبع الأغنية وصانع الألحان الخالدة

ينقلك أدونيس في حديثك معه إلى زمن كان فيه للكبار حضور، حين كان يجتمع نزار قباني مع نازك الملائكة في ضيافة سهيل إدريس صاحب مجلة الأداب، يحدثك عن المرأة، ويحررها من كل القيود، يرقى بها إلى مستوى الإنسانية المتماهية مع صفاء العالم الخالص دون ألوان، لا حدود لتلك الحرية، حتى لا المادة ليست موجودة.

المرأة في الأدب برأي أدونيس

بالنسبة إليه فإن المرأة في الأدب والتاريخ كانت ذات فعالية وحضور، في السلطة السياسية وبلاط السلاطين كانت المتحدثة وصاحبة الرأي. من النساء من فتحت صرحاً للثقافة والشعر والأدب لا ينسى دور سكينة بنت الحسين بنت علي في هذا المجال.

يضع باللائمة على الدين الذي يخدم الفكر الرأسمالي فحول المرأة إلى جماد وجعلها من الأصول الثابتة التي يمتلكها الرجل فيتعاطى معها كالنقود ويودعها في المنزل كمن يودع ما في محفظته في مصرف.

هو الشاعر والكاتب والأديب والرسام السوري علي أحمد سعيد إسبر، المعروف بإسم “أدونيس”، هو إحدى الشخصيات الأدبية البارزة في العالم العربي والعالم بشكل عام. وُلد في سوريا في 1 يناير 1930. ومنذ صغره، برزت مواهبه الأدبية والفنية، حيث بدأ يكتب الشعر ويظهر موهبته في الرسم.

الأديب التنويري

صورة  أدونيس مع خلفية رمادية
يقيم الشاعر أدونيس اليوم في فرنسا (صورة عن الانترنت)

هو ليس فقط شاعراً بل هو أيضاً ناقد أدبي وفيلسوف، أثرى المشهد الأدبي العربي بأفكاره العميقة وأسلوبه الجريء والمبتكر. واشتهر بقدرته على تجديد الشعر العربي التقليدي وتقديمه بشكل معاصر يتلاءم مع الزمان والمكان.

وإذا ما سألته عن التنوير لا يحصر هذا الدور بالأدباء والشعراء، فدورهم لا يعني أنهم تنويريين، الطريق للتنوير هو العمل في خدمة البشرية ومن الممكن أن يكون فلاحاً يعمل يعمل بجهد أم يأخذ هذا اللقب ومصطلح الأدب التنويري.

تأثر بالعديد من التيارات الأدبية والفلسفية، من بينها الرومانسية والتشكيلية والسريالية، وهو يعتبر من أبرز الشعراء الذين جمعوا بين الفن والفكر بطريقة متقنة. تتنوع قصائده بين الوجدانية والفلسفية، وتتسم بالعمق والغموض والجمالية اللغوية.

إلى جانب شعره الراقي، فقد أبدع في الكتابة النقدية والفلسفية، حيث نشر العديد من المقالات والمؤلفات التي تتناول مواضيع متنوعة مثل الهوية والتاريخ والسياسة والثقافة. وقد اكتسبت أفكاره شهرة واسعة وأثرت في العديد من الأدباء والمثقفين.

أعمال أدونيس

تجاوزت أعماله حدود العالم العربي لتصل إلى العالمية، حيث تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأخرى، مما جعله من الشعراء المعروفين عالميًا ومحط اهتمام الباحثين والدارسين.

وصل به القول في كتابه تاريخ يتمزق في جسد المرأة : “زعموا أنّني خُلقتُ لكي لا أكونَ سوى ذلكَ الإناء لاحتضانِ المنيِّ كأنّي مجرّدُ حقلٍ وحَرْثٍ: جسدي من غُثاءٍ وحَيضٍ وحياتيَ تَجري مَرّةً، صرخةً، مرّةً مَوْمأه. ولماذا إذاً يكتُبُ الكونُ أسرارَه بيديْ عاشقٍ؟ ولماذا إذاً يولدُ الأنبياء في فراشِ امرأه؟”

على الرغم من توجهاته الثقافية والفنية المتطرفة في بعض الأحيان، إلا أن أدونيس يظل شخصية محترمة ومحبوبة في الوسط الأدبي والثقافي، ويُعتبر من أعلام الفكر والإبداع في العالم العربي.

إضافة إلى أعماله الفنية شارك أدونيس في فيلم فرنسي. حيث أسند له صديقه المخرج أليخاندرو خودوروفسكي دوراً صغيراُ في فيلمه Endless Poetry.

هذا المشهد الصغير أظهر تلك الشخصية الفنية التي تستطيع أن تتماهى مع مختلف الفنون. فهو يكتب بريشته الزيتية شعراً وبقلم لوحة. ربما لأنه اتخذ الفلسفة منهجاً فصار يبرع في شتى الفنون . ما كان لزمه آلة فقط كي يعزف لحنا ً بالكلمات. فقد برع في لحن القوافي وانسيابية الأفكار.

وعن مشاركته التمثيلية يقول المخرج في لقاء مع جريدة النهار: “أعتبره شاعراً كبيراً من العالم العربي. أعرفه، فعرضتُ عليه أن يضطلع بدور رجل من عمري يعاني مشكلة غرامية. قلت له انني لا أريد أن الجأ إلى ممثل، لأن الممثل لن يستطيع ايجاد هذا الشعور. لم يكن متحمساً في البداية بحجة انه ليس ممثلاً. كنت مصراً أنني أريد شاعراً لهذا الدور. في الآخر، فعلها. أما الشخص التي تضطلع بدور لاعبة التارو، فهي راقصة، اسمها كارولين كارلسون، هي مشهورة جداً.”

مشهد من الفيلم

في الختام، يمكن القول إنه شاعر وكاتب وأديب ورسام استثنائي، ترك بصمته العميقة في الأدب العربي وأثرى المشهد الثقافي بأعماله الفذة. تعتبر مسيرته الأدبية واحدة من أبرز الرموز في تاريخ الأدب العربي المعاصر، وستظل أعماله مصدر إلهام للأجيال القادمة من الكتّاب والفنانين.

أقرأ للكتاب:

100 عام على بناء التياترو الكبير… عز لم يرجع لبيروت

شفيق حسن …تحول من نجم كوميدي إلى بائع بسطة دخان في الأوزاعي

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0